×
محافظة المنطقة الشرقية

في الخفجي..مركز صحي يُفقد المرضى ملفاتهم الطبية

صورة الخبر

هناك من يعتقد بأن دمج وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي في وزارة واحدة للتعليم سيُشكِّل عبئا كبيرا على وزيرها. ولكن هذا الاعتقاد ليس في محله ما دامت المهام هي نفسها اليوم كالأمس، وما دام الهيكل التنظيمي هو نفسه. ولو تأملنا الوضع التعليمي بالمملكة لوجدنا أنه في معظمه "خط إنتاج" واحد يسير بميكانيكية منضبطة وغير إبداعية. يبدأ هذا الخط الإنتاجي بالروضة (الشهادة الصغيرة) فالمراحل الابتدائية، فالمتوسطة، فالثانوية، فالجامعية (الشهادة الكبيرة). وهنا نتوقف لنتساءل: من قال إن البشر متساوون في المواهب والآمال والرغبات والقدرات لكي يعبروا هذا الخط الإنتاجي الطويل؟ ومن طلب من الكيان التعليمي لينتج مخرجات إما أنها غير مرغوب في توظيفها لتخصصها غير المطلوب، أو أن الخريجين يبحثون عن مجالات أخرى غير التي تتيحها لهم شهاداتهم الجامعية. ذات يوم جاء لمدير التوظيف بشركة نفطية خريج دكتوراه في الهندسة النووية، وخريج شريعة، وخريج هندسة طيران وفضاء؛ ومع أن تأهيلهم كان عاليا وبتقديرات ممتازة، إلا أنهم لم يجدوا فرصة للعمل في تلك الشركة وكذلك في شركات أخرى. لقد كانت الشركة تحتاج إلى فنيين في التشغيل والصيانة وفي الاتصالات واللحام والكهرباء وغيره. وبرغم أن أولئك خرِيجو جامعات عريقة، إلا أن "خط الإنتاج التعليمي" أهلهم لمجالات غير مطلوبة في صناعة النفط. هذا أحد الأمثلة وغيره كثير. فهل اهتمَّ المنهج التعليمي وسعى لتأهيلهم التأهيل المطلوب في سوق العمل؟ هنا تبدأ قصة التعليم عندنا حاليا، وقصة التأهيل المطلوب الذي يمنح فرصة للمستقبل وفرصة للعمل ولحياة كريمة. خط الإنتاج التعليمي الحالي لا يراعي –من ناحية- متطلبات سوق العمل، ومن ناحية أخرى لا يراعي مواهب التلاميذ والطلاب الفكرية والفنية ولا ميولاتهم الحرفية؛ فيُضيّع الطالب سنوات يدرس فيها ما ليس مفيدا لتحقيق طموحاته ومواهبه، وما ليس مطلوبا في سوق العمل؛ فيتكدس الخريجون آلافا في البطالة، ويضطر سوق العمل لاستقدام العمالة الأجنبية لعدم توفر العمالة السعودية الماهرة! m.mashat@gmail.com