أظهرت معاينة أحافير عُثر عليها قرب بحر الشمال، أن آخر حيوانات ماموث عانت تشوّهات خلقية ربما ساهمت في انقراضها. وبدت على الأحافير التي تعود إلى العصر البليستوسيني (العصر الحديث الأقرب) قبل 12 ألف سنة، ضلوع إضافية في الفقرة الرقبية، وعلى رغم أن هذه الضلوع قد لا تشكل خطراً بحدّ ذاتها فهي غالباً ما تشير إلى خطب في عملية النموّ. وكانت دراسة نُشرت عام 2006 أشارت إلى أن ضلوع الفقرة الرقبية الإضافية لدى البشر قد تؤدي إلى وفاة الأجنّة، فيما 86 في المئة من الأجنّة الذين يولدون وهم يملكون ضلوعاً إضافية يموتون قبل عامهم الأول. وذكر موقع «لايف ساينس» أن دراسة ضلوع الماموث بدأت مع العثور على 3 فقرات رقبية في منطقة بحر الشمال خلال مشروع بناء ميناء روتردام في هولندا، وقد أظهرت اثنتان منها إشارات إلى أن ضلوعاً كانت متصلة فيها بالسابق، بحيث أن السطح أملس في المكان الذي كانت تتّصل فيه العظام، كما أن هناك فتحات طبيعية للأوعية الدموية والأعصاب. وقالت الباحثة جيل رومير من معهد التاريخ الطبيعي في روتردام: «ندرك أن هذه كانت من آخر حيوانات الماموث التي عاشت هناك، لذا شككنا بأن أمراً ما كان يحصل. وتظهر بحوثنا أنه كانت هناك مشكلة في حيوانات الماموث التي عاشت في تلك الفترة». واستخدم الباحثون متحجّرات من متحف التاريخ الطبيعي وحصلوا على 16 فقرة رقبية، تمكّنوا من تحليل 9 منها، وتبين أن 3 كانت متصلة بضلوع رقبية، ما يعتبر رقماً مفاجئاً مقارنة بالعيّنة التي أجريت التجارب عليها. وفي الدراسة التي نشرتها دورية «أوبن أكسيس جورنال»، عزا الباحثون ظاهرة الضلوع الإضافية إلى التوالد الداخلي الذي يؤدي إلى تشوّهات جينية أكثر من التوالد العادي، أو إلى الضغوط التي كانت تواجهها الماموث الأمهات بسبب المجاعة والأمراض التي كانت سائدة في المنطقة قبل انقراض هذه الحيوانات. منوعاتالماموث