أكد واين مادسن الكاتب المتخصص في الشؤون الدولية والضابط السابق في وكالة الأمن القومي الأمريكي أن الرئيس الأمريكي أوباما سيحمل خلال زيارته للمملكة العديد من المبادرات حيال إيجاد حلول لقضايا المنطقة، خاصة الأزمة السورية وعملية السلام في الشرق الأوسط. وأضاف مادسن لـ(عكاظ) أن الإدارة الأمريكية حريصة حيال تعزيز علاقاتها مع الرياض وستكون في نفس الوقت حذرة جدا في مفاوضاتها المستقبلية مع إيران عبر مجموعة (5+1)، مؤكدا على ضرورة منع طهران من المضي قدما في برنامجها النووي الذي يمثل تهديدا للأمن والسلام في المنطقة. وأكد مادسن أن المملكة لديها القدرة الكافية والتجربة الإيجابية للتعامل مع ملف الإرهاب واجتثاث بؤر الارهابيين. وحول إمكانية منع الولايات المتحدة انتشار الأسلحة النووية في المنطقة قال إن الموضوع ازداد تعقيدا وصعوبة بسبب امتلاك إسرائيل لما يزيد على 400 سلاح نووي بالإضافة إلى امتلاكها قنابل انشطار نووي واندماج نووي ونيوترونية.. وفيما يلي نص الحوار: ● كيف تنظر لأهمية زيارة الرئيس الأمريكي أوباما إلى المملكة في ظل الأوضاع الراهنة؟ ــ من الواضح أن الرئيس أوباما سيسعى لوضع المملكة في أجواء التوجهات الأمريكية الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية وعملية السلام في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني. والرئيس الأمريكي سيزور المملكة ومعه الكثير من الأفكار والأطروحات التي ستؤكد على حرص واشنطن على إيجاد حلول عادلة للأزمات في الشرق الأوسط ومن المؤكد أيضا أنه سيكون هناك تغيير في سياسة أمريكا الخارجية، خاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية وعملية السلام في الشرق الأوسط، لأن الدول العربية تتطلع لدور أمريكي نزيه يعيد استحقاقات السلام ويحقق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة. ● هل تتوقع أن تتخذ أمريكا موقفا حاسما تجاه النظام السوري؟ * * أعتقد أن الرئيس أوباما سوف يؤكد على أهمية إيجاد حل سريع للأزمة وفق مؤتمري جنيف 1 و2 والسعي لتشكيل حكم انتقالي في سوريا. ● ما رأيك في طريقة تعامل الإدارة الأمريكية مع الملف النووي الإيراني؟ ــ الإدارة الأمريكية ستكون حريصة وحذرة جدا في مفاوضاتها المستقبلية مع إيران عبر مجموعة (5+1). والمطلوب من أمريكا منع إيران من صنع القنبلة النووية. ومن المؤكد أن الرئيس أوباما سيبحث بشكل مستفيض في الرياض الملف النووي الذي يعتبر أحد الملفات الهامة التي تحظى بالاهتمام من الجانبين. ● كيف يمكن للولايات المتحدة أن تصل إلى توافق مع الروس لتجنيب المنطقة أي صدامات جديدة وعدم استقرار؟ ــ يجب أن تقر الولايات المتحدة الأمريكية بداية أن وضع القرم لا يمكن تغييره، هذه الأراضي التي يدين سكانها بالولاء لروسيا ظهرت خلال فترة الاتحاد السوفياتي. ومع أن هذه الأراضي لن يعترف بها كأراض مستقلة من واشنطن ولا بد أن يكون هناك اتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو ينص على عدم تحدي روسيا في الوقت الراهن فيما يتعلق بحماية الجماعات ذات الأصول الروسية في هذه الأراضي. ● هل يمكن للولايات المتحدة أن تصدر قرارات حاسمة من مجلس الأمن لمصلحة استقرار المنطقة؟ ــ في الواقع إن أمريكا تحتاج إلى مندوبين في الأمم المتحدة أقل عدوانية، حيث إن سمانثا باور، مندوبة الولايات المتحدة، لا تملك مهارة إجماع صنع القرار وأثبتت أنها غير لبقة مثلها مثل المندوبة السابقة سوزان رايس وجيفري فيلتمان نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية يعمل عن كثب مع رؤسائه السابقين في وزارة الخارجية الأمريكية. ولن تحقق الأمم المتحدة أي نجاح في ملف إعادة الاستقرار في أية منطقة ترتبط بها الولايات المتحدة من جهة وروسيا وإيران والصين من جهة أخرى إلا إذا عينت الولايات المتحدة مندوبين دوبلوماسيين لبقين في المنظمة وليس مجرد أتباع سياسيين. ● ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه المملكة مع أمريكا لمحاربة الإرهاب واستئصاله كليا من العالم؟ ــ المملكة لديها القدرة الكافية والتجربة الإيجابية لمكافحة الإرهاب واجتثاث بؤره. وفي الحقيقة إن تجربة المملكة في مجال مكافحة الإرهاب تعتبر رائدة ومثالا يحتذى به. ● هل تستطيع الولايات المتحدة منع انتشار الأسلحة النووية في المنطقة؟ ــ في الحقيقة إن هذا الموضوع ازداد تعقيدا وصعوبة بسبب امتلاك إسرائيل لما يزيد على 400 سلاح نووي، بالإضافة -حسب التقارير- إلى امتلاك قنابل انشطار نووي واندماج نووي ونيوترون ووسائل ومعدات لإطلاق هذه القنابل من الأرض والبحر والجو ونحن نرى ضرورة إيجاد شرق أوسط خال من جميع الأسلحة النووية. ● هل تتوقع أن يأتي أوباما بأفكار جديدة لإنقاذ عملية السلام في المنطقة؟ ــ الرئيس الأمريكي لديه مساحة حرية أكبر هذه المرة ويستطيع مطالبة إسرائيل باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بصورة أكثر جدية والتوصل إلى حلول بشأن الدولة الفلسطينية المستقلة. وكما قلت إن الرئيس أوباما سيحمل الكثير من المبادرات خلال زيارته للمملكة. وللمعلومية فإن الرئيس كلينتون استغل فترة رئاسته الأخيرة في محاولة تحقيق سلام شامل بين الإسرائيليين والفلسطينيين ولكن الفضائح التي لاحقته عطلت وأوقفت جميع محاولاته ووأدتها في مهدها.