وجدت دراسة حديثة نشرت بمجلة العلوم العصبية، أن أحد البروتينات الدماغية يمكن أن يشكل علامة حيوية تساعد على تشخيص درجة الارتجاج الدماغي. وربط باحثون من كلية الطب بجامعة روتشستر، بين ارتفاع معدلات أحد البروتينات الدماغية بالدم الذي يطلق عليه تاو، وبين طول فترة شفاء الرياضيين الذين يتعرضون للارتجاج الدماغي، وهو أحد أشكال إصابات الدماغ التي تنتج إما مباشرة عن طريق خبط الرأس، أو بطريق غير مباشر مثل اصطدام الجسم، ما يجعل الرأس والدماغ يتحركان إلى الإمام والخلف بسرعة، وعندما يتحرك الدماغ بتلك السرعة داخل الجمجمة فإنه يتعرض للتمدد أو تضرر الخلايا، واضطراب التركيبة الكيميائية بداخله. ويتم التشخيص السريري لارتجاج الدماغ عادة على أنه شكل خفيف من أشكال إصابات الدماغ، على الرغم من أن التأثير يمكن أن يكون خطراً. ويقول الباحثون إنه لاتوجد حتى الآن علامة حيوية لتوقع الفترة التي يحتاجها المصاب للشفاء، وتحديد موعد معاودته ممارسة الرياضة. وتعتبر عودة المصاب للرياضة قبل شفاء الدماغ مُهدداً صحياً يعرضه لمشاكل جسدية وإدراكية على المدى البعيد، خصوصاً إن تعرض للإصابة مرة أخرى. ويعتمد الأطباء والمدربون في تقييم حالة المريض وتقرير وقت عودته ـ فقط ـ على الأعراض التي يذكرها لهم، إضافة إلى تقييم أدائه في اختبارات الذاكرة والانتباه. ووصف الباحثون من خلال الدراسة الحديثة حالة من حالات الدماغ الخطرة تعرف بـالتهاب الدماغ المزمن الناجم عن الصدمة، وكثيراً ما يتعرض له ممارسو الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي بين اللاعبين. ومن أكبر العلامات الدالة على الإصابة بذلك الالتهاب، ظهور بروتين تاو الذي يتراكم في التشابك الليفي العصبي، وهو العلامة ذاتها الدالة على بعض الاضطرابات الأخرى بالدماغ، مثل مرض الزهايمر، وهو يرتبط أيضاً بتلف خلايا الدماغ التالية لإصابة الرأس أو ارتجاج الدماغ. ووجدت الدراسة أن معدلاته ترتفع بين محترفي رياضة الهوكي الذين منعوا من العودة لممارسة تلك الرياضة لمدة 10 أيام بسبب تعرضهم للإصابة. أما الآن وبعد قيام الباحثين بالدراسة فقد اتضح أن معدلات البروتين تاو بالدم بعد 6 ساعات من ارتجاج الدماغ ينبئ عن أن الرياضي المصاب يحتاج أكثر من 10 أيام قبل مزاولته للرياضة مرة أخرى.