تسبب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب في إثارة فوضى وتشويش بالمطارات على نطاق الولايات المتحدة وخارجها يوم السبت، في وقت يحاول فيه موظفو المطارات وشركات الطيران فهم الإجراءات الجديدة المترتبة عليه. واهتمت الصحف البريطانية بتداعيات قرار ترمب، ورصدت العديد من الحالات التي اعتبرتها مؤشرا على عدم وضوح الأمر أو عدم استيعاب الجهات المختصة لمضمونه. وقالت صحيفة إندبندنت إن قرار ترمب يمنع دخول كل من "وُلد في أو لديه" جنسية من إيران والعراق وليبيا والسودان وسوريا والصومال واليمن ولوكانت لديه جنسية من دولة أخرى لا يسري عليها قرار المنع مثل بريطانيا. عضو برلمان وذكرت الصحف البريطانية اليوم أن عضو مجلس العموم المولود في بغداد ويتمتع بالجنسية البريطانية منذ السبعينيات ناظم زهاوي أكد لها أن أحد المحامين المختصين في شؤون الهجرة أبلغه أنه لا يستطيع دخول الولايات المتحدة. وكانت وسائل الإعلام المختلفة قد أوردت أن من يحملون البطاقات الخضراء لا يشملهم الأمر التنفيذي، لكن متحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي الأميركية قالت إنه يشملهم. وقالت صحيفة صنداي تلغراف إن آخر الإحصائيات تشير إلى أن أكثر من 250 ألفا من حملة الجنسية العراقية والإيرانية والصومالية ويحملون الجنسية البريطانية أيضا، يعيشون في بريطانيا حاليا، ولم تعط الصحيفة أرقاماعن المولودين في سوريا والسودان وليبيا واليمن. مئات المحتجزين وأشارت هذه الصحف إلى أن مئات الأشخاص تم احتجازهم بالمطارات الأميركية لدى قدومهم من بلدان أخرى، وإلى حكم أحد القضاة بنيويورك تعليق تنفيذ القرار. ونصحت بعض شركات الطيران كلا من تبدأ رحلته من البلدان السبعة الواردة في قرار المنع بأنه ربما يتأثر بالقرار حتى إذا كانت جنسيته ليست بقائمة المنع، وقالت إن القرار يشمل أفراد أطقم قيادة الطائرات أيضا. ونقلت تلغراف كذلك أن منظمة خيرية أميركية تقوم بمساعدة الأفغان والعراقيين الذين كانوا يعملون مع الجيش الأميركي في وظائف مساعدة للهجرة أو اللجوء إلى أميركا قد أوقفت برامجها. يتنكرون لمن ساعدوهم ونسبت إلى مدير منظمة "لن نترك أحدا وراءنا" الخيرية النقيب السابق بالجيش الأميركي مات زيلار قوله إن العديد من المستهدفين ببرامجهم أسماؤهم مدرجة على قوائم الموت لدى طالبانوتنظيم الدولة الإسلامية أو المنظمات "المتطرفة الأخرى". كذلك أوردت هذه الصحف أن القرار أثار قلقا وسط شركات الأعمال. فقد استدعت شركة غوغل جميع موظفيها الموجودين في الخارج للقدوم إلى الولايات المتحدة فورا خوفا من تعذر دخولهم لاحقا، وحذرت من تأثير القرار على مساعيها لاستقطاب المواهب والعقول الأجنبية. ولم تنس الصحف البريطانية التعليق على ما أسمته بالتناقض في دوافع القرار، قائلة إنه يشير إلى "الإرهاب" وهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، "لكنه استثنى الدول التي أتى منها من نفذوا تلك الهجمات". سابقة مخيفة ونشرت إندبندنت مقالا للكاتب روبرت فيسك قال فيه إن القرار يضع سابقة مخيفة "فإذا كان ترمب قادرا على منع اللاجئين من الدخول لأميركا، فما الذي يمنعه من إبعاد الموجودين أصلا، أو فعل ما هو أسوأ بهم؟"، وحذر من أن ترمب ربما يذهب إلى طلب إجراء "اختبارات" لتفتيش ضمائر المواطنين المسلمين بأميركا، وبعدهم اللاتين ثم اليهود. ونشرت تلغراف مقالا للكاتب تيم ستانلي يصف فيه قرار ترمب بأنه غير ضروري وخاطئ، وسيكون ضرره أكثر من نفعه، موضحا أن أميركا لا تعاني من أزمة لاجئين وأنها تطبق إجراءات مشددة في الفحص والتحقيق. وأضاف ستانلي أنه لم يثبت أي رابط بين الهجرة و"الإرهاب"، وقال إن اختيار الدول التي استهدفها القرار عشوائي، وأشار إلى المصاعب المتزايدة التي سيتعرض لها المسلمون بأميركا.