×
محافظة المنطقة الشرقية

فيديو/ إحالة سائقين متهورين إلى الإدعاء العام

صورة الخبر

لايزال أدب الطفل في البحرين واقفاً عند محطات القرن المنصرم، حيث طغت النزعة التربوية والدروس الأخلاقية المباشرة على الإنتاج الأدبي الموجه للطفل عموماً، والأسوء من ذلك، أننا نجد وريقات هذا الأدب الجميل آخذة في الذبول عاماً وراء عام بدلاً من الازدهار المُفترض أن يواكب التطورات الهائلة في مجالات الرسم والتصميم عبر برامج الكمبيوتر، التي من شأنها خدمة هذا الأدب عبر تقديمه في صور بصرية تطلق العنان لخيال الطفل لينمو ويزدهر هو الآخر. لا أستطيع أن أسهب كثيراً في سرد تفاصيل هذا الموضوع بتشعباته في هذه المساحة الصغيرة، لكني سألقي الضوء على ضرورة تجاوز مرحلة الوعظ المباشر، وابتكار أشكال سردية تتلاءم وطفل هذه الفترة الزمنية المُسيرة تكنولوجياً على كافة الأصعدة الحياتية، فطفل اليوم تخطى مرحلة مخاطبته بأقنعة حيوانية، حيث ما عادت حياة الغابات تثير اهتمامه وشهيته للتفكير. طفل اليوم أصبح يرى العالم من حوله عبر شاشات بلورية تنقل إليه ما يحدث في أصقاع الدنيا، فما عاد شكل الكتاب وصوره المتواضعة وملمس ورقه يغريه، طفل اليوم أصبح لا يتقبل الأخلاقيات والمبادئ والمثل التي تربت عليها أجيالنا، بعد أن اختلط الحابل بالنابل في هذا الزمن وتبدلت كثير من الموازين التي أفرزت أمام عينيه تناقضات كفيلة بجعله يرفض كل ما نلقنه إياه من مُثل. كُل ما ذُكر أعلاه يضعنا أمام تحديات كبيرة: أولاً: ضرورة فتح آفاق خيالنا لمواكبة خيال الطفل الذي ما عاد محصوراً بين صور الحيوانات الناطقة والقصص الشعبية القديمة. ثانياً: ضرورة استثمار مواهب أبنائنا وبناتنا الكثيرة والكبيرة أيضاً في الرسم وتوجيهها لتطويع موهبتها تلك للاستفادة من برامج الكمبيوتر الحديثة الخاصة بالرسم والتصميم، التي من شأنها أن تخلق عالماً مرئياً مفعماً بالخيال يضاهي خيال طفل اليوم. ثالثاً: ضرورة استبدال السرد القصصي المُغرق في المثالية والإرشاد والوعظ بسرد مبتكر يُسمح فيه للشخصية القصصية بحق الوقوع في الخطأ وخوض غمار التجربة ليتلمس الطفل بنفسه الأثر والعاقبة؛ فيصبح أكثر إدراكاً ووعياً لمفاهيم الصواب والخطأ والخير والشر. عالم صالح ودانة المنبثق من وزارة التربية والتعليم لم يزل عالماً صغير التكوين، نحاول من خلاله طرح المختلف ومخاطبة طفل اليوم بلغة لم يعهدها في مجلات الطفل التي قد تقع بين يديه، لا تزال محاولتنا حديثة التكوين، بسيطة الإمكانيات، إلا إننا نتطلع في المستقبل القريب إلى خلق كيان يستطيع مصادقة طفل اليوم ومخاطبته بلغته التي ما عادت تشبه لغتنا نحن.