بعد أسبوع من تواجد الرئيس الأميركي الخامس والأربعين دونالد ترمب داخل البيت الأبيض، وجهت غوغل رسالة انتقاد حادة لقرار حظر الهجرة والسفر من سبع بلدان إسلامية، قائلة إن تبعات ذلك القرار ستؤثر بشكل كبير على أعمالها؛ بل ومستقبل وادي السيليكون الأميركي، الذي يعد معقلا عالميا للتكنولوجيا. وأصدرت وزارة الأمن الداخلي الأميركية توجيها بعد ظهر الجمعة الماضي يقضي بمراقبة الحدود، حيث بالفعل منع بعض المسافرين الذين ينتمون إلى البلدان السبع من الصعود لرحلات جوية متجهة إلى الولايات المتحدة. ووقع ترمب أول من أمس الجمعة أمرا تنفيذيا، يستمر لمدة 90 يوما على الأقل، يحظر فيه على رعايا دول «إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن» من دخول الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى حظر إلى أجل غير مسمى للاجئين السوريين، بالتزامن مع توقف برنامج اللاجئين على نطاق واسع. وبرر ترمب قراره كونه حماية من «الإرهاب». وانتقد الرئيس التنفيذي لغوغل ساندر بيتشاي قرار ترمب في مذكرة، مؤكدا التبعات الكبرى لهذا القرار على صناعة التكنولوجيا الأميركية، الأمر الذي يترك المستثمرين في «حيرة» من السياسة الخارجية التي يتبعها الرئيس الأميركي. ويعمل عدد من رعايا الشرق الأوسط في عدد كبير من الشركات الأميركية والأوروبية التي تتصل بقطاع التقنية، مما يجعل من قرار الحظر خطرا محتملا على تلك الصناعة. كما أن تمديده مستقبلا ليشمل دولا أخرى ربما يؤدي إلى مشكلات كبرى تهدد مستقبل القطاع. وأشار الرئيس التنفيذي إلى أن هذا الحظر الأميركي على الرعايا الأجانب من الدول السبع الإسلامية يؤثر على 187 موظفا لشركة «غوغل» وحدها. من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «فيسبوك» مارك زوكربيرغ على صفحته الشخصية في «فيسبوك»، إنه قلق من سياسة النظام الحالي في الولايات المتحدة، متابعا: «نحن بحاجة للحفاظ على هذا البلد آمنا، ولكن ينبغي لنا أن نفعل ذلك من خلال التركيز على الأشخاص الذين يشكلون في الواقع خطرا». وأكد بيتشاي، الذي ينتمي إلى أصول هندية، أن الشركة ستستمر في تقديم «وجهات نظرها» بشأن هذه القضايا للقادة في واشنطن وأماكن أخرى. ويشكل المهاجرون جزءا كبيرا من القوى العاملة في وادي السيليكون، بما في ذلك الكثير من المناصب التنفيذية. وتدعو صناعة التكنولوجيا داخل الولايات المتحدة منذ فترة طويلة لقوانين هجرة أكثر انفتاحا، معللة أنها تحتاج الأجانب الأكثر مهارة لملء الوظائف الفنية. ويرجح مراقبون أن حظر الهجرة من البلدان السبع المذكورة قد يدفع المديرين التنفيذيين إلى التحدث والانتقاد، كونه الأمر الذي سيؤثر على أعمال شركاتهم بشكل مباشر.