استعطاف الناس وطلب المساعده مهنة اتجه إليها البعض لسد شيء من احتياجاته اليومية، فيما اتخذها آخرون وسيلة وحرفة لحياتهم، يصلون من خلالها إلى قلوب ضحاياهم، ليحققوا مكاسب مالية، هذه الممارسات تجتاز كافة العقبات بحسب وجهة نظر (ع)، الذي احترفها واختار لأجلها نساء من أصحاب العمل، فحرص على اصطيادهن عبر سرد قصص حول معاناته وإعالته لأسرة مكونة من 4 أشخاص. اتصال تنقل في العمل من محل إلى آخر إلى أن قادته المصادفة ذات يوم للوقوف وأثناء عمله كنادل في أحد المطاعم، أمام طاولة تجلس عليها محامية تمتلك مكتب للاستشارات القانونية، وما أن سألها عن الأطعمة التي ترغب بتناولها، حتى فوجئ باتصال يرد للسيدة من احد الموكلين، يستفسر فيه عن قضيته، فما كان من (ع) إلا أن اندفع كالسهم تجاه المحامية، محاولاً بخضوع مصطنع أن ينحني عند قدميها وهو يذرف الدموع ويسمعها نداءات التوسل، مطالباً إياها بالسمح له بالعمل في مكتبها لكونه يحمل شهادة بكالوريوس في القانون. كل تلك الممارسات دفعت المحامية إلى تصديقه والتفكير الجدي بمساعدته، فطلبت منه ترك العمل، والعمل في مكتبها، وأعطته مبلغا من المال واشترت له ملابس جديدة تتناسب مع عمله في مجال المحاماة، ومنحته سيارة جديدة، وتوكيل للتصرف وإدارة المكتب في حال تغيبها عنه. امتيازات ومن لحظة قيام المحامية بإعطائه كل تلك الامتيازات، بدا يرسم في نفسه خطة لسرقتها عبر انتهاز المزايا التي وفرها له التوكيل، فبدأ باختلاس ختم المكتب الخاص بإنابات المحاكم والمذكرات، ليصدر مذكرات رسمية باسم المكتب يحصل من خلالها على مقابل مالي، كما عمل على تزوير توقيع المحامية على أوراق الضمان الصحي لكي يضع عدداً من الأشخاص على ملف التأمين الصحي الخاص بالمكتب. استمر هذا العمل الإجرامي لمدة 5 سنوات وصاحبة المكتب لم تكتشف ذلك إلا بعد سفر المتهم في اجازة فقامت بعمل جرد للمكتب، وفوجئت بوجود صور لبعض الطلبات عليها توقيعها وأختام المكتب. وعندما واجهته صاحبة المكتب بأفعاله، توقف عن العمل وأرسل للمكتب طلب استقالة مستعجل طالبا تسفيره بسرعة، ذاكراً في استقالته، بأن أسرته مقيمة في خارج الدولة، ولكثرة شكواهم والصعوبات التي يواجهونها لا يستطيع أن يتابع عملة بنفس الكفاءة السابقة. وعندما لم يجد رداً من صاحبة المكتب، حاول الهروب من الدولة، إلا أن صاحبة المكتب قد سبقته بإبلاغ الجهات الأمنية عنه، فمنعته النيابة من السفر وطلبت النيابة من شركة التأمين المستندات المقدمة على مدار 5 سنوات. تزوير وأحيلت المستندات إلى المختبر الجنائي وتم استكتاب المحامية والمتهم، فتبين أن التوقيع لم تكتبه المحامية، أما التوقيع الآخر يخص المتهم وأن المحرر مكتوب بخط يده، فأحالته النيابة بجريمة تزوير مستند رسمي واستعماله المستند لأنه هو الوحيد صاحب المصلحة في اضافة أشخاص اخرين من بينهم زوجته وأولاده إلى التأمين الصحي الخاص بالمكتب الذي يعمل به. وأشارت المحامية خلال التحقيقات إلى تسبب المتهم بخسائر مالية طول السنوات الخمس تجاوزت قيمتها الـ 300 ألف درهم، فضلاً عن ارتكابه ممارسات مخالفة لشرف المهنة تمثلت في كشف أسرار موكليه وأخذ مبلغ مالي كرشوة في القضايا التي يحاكم فيها أجانب، نظير قيامه بتأخير إصدار أمر منع من السفر إلى حين تمكنهم من الهروب إلى خارج الدولة.