يعد المتنزه الوطني بالهدا والشفا في محافظة الطائف أحد أهم وأكبر وأحدث المشاريع السياحية على مستوى المملكة والمنطقة،ويمثل نقلة بارزة في مسار التطوير السياحي للمحافظة، وإنجازا مهما لأعمال اللجنة وما أعدته من مشاريع وبرامج لتطوير الطائف سياحيا وتنمويا. كما يعد أحد أبرز مشاريع اللجنة العليا لتطوير محافظة الطائف التي تم تشكيلها بالأمر السامي الكريم بناءً على المبادرة التي قادتها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني لإعادة الطائف لمكانته السياحية، بشراكة قوية ودعم ومباركة من إمارة منطقة مكة المكرمة إلى جانب ووزارة الشؤون البلدية والقروية، بهدف تطوير محافظة الطائف سياحياً واقتصادياً وإعادة رونقها كوجهة تاريخية للاصطياف في المملكة، وهو ما توج بقرار تشكيل اللجنة بأمر سامي عام 1432هـ وتضم: إمارة منطقة مكة المكرمة، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة المالية وضم لها لاحقاً وزارة البيئة والمياه والزراعة. وجاء اعتماد مشروع المتنزه بعد قرار معالي وزير البيئة والمياه والزراعة بتخصيص الموقع كمنتزه وطني على مساحة 95 كم2 وذلك استجابة لطلب سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتخصيص المنتزه، وفي إطار توصيات اللجنة العليا لتطوير محافظة الطائف والتي تضمنت مشاريع وبرامج تهدف إلى تطوير البنية التحتية، وتطوير المشاريع السياحية بالمحافظة. وأولت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أهمية كبرى لهذا المشروع السياحي الحيوي الكبير. وتعد الهيئة هذا المتنزه مشروعا رائدا ورئيسا لدوره في إعادة رونق الطائف ومكانتها السياحية، ولذا سعت من خلال التنسيق المباشر مع شركائها في المحافظة إلى تحويل محور الهدا الشفا إلى منتزه وطني يشمل العديد من المشاريع السياحية المتطورة. وعملت بالشراكة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية على مشرع تطوير المحور السياحي الهدا الشفا على مرحلتين، حيث خلصت المرحلة الثانية والتي قام بها أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة وفريق فني من الجهات المشاركة في تطوير المناطق السياحية الجبلية والذي قام بتحديد نطاقات التطوير في المحور السياحي الهدا والشفا، وأهم المشاريع فيها، وأولويات تطويرها وضوابط وارشادات التطوير فيها، بالإضافة إلى العمل مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، وأمانة محافظة الطائف في مسح المقومات الطبيعية، والالتقاء بالسكان المحليين، وتقييم الفرص التطويرية ضمن مشروع المرحلة الثانية لتطوير المحور السياحي الهدا والشفا، وما يمكن أن تهيئه لزوار الطائف. كما قامت الهيئة بالعمل مع أحد المكاتب الاستشارية العالمية المتخصصة في تطوير الوجهات السياحية الجبلية لإعداد دراسة تطويرية للمنطقة الواقعة بين الهدا والشفا وتحديد الفرص الاستثمارية بشكل نهائي، وتم إقرار الدراسة من اللجنة العليا لتطوير الطائف، كما أعدت الهيئة نموذجا للحقائب الاستثمارية لعدد من الفرص الاستثمارية بالمتنزه. وكان سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، قد تلقى برقية شكر وتقدير من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وذلك نظير ما انتهت اليه دراسات اللجنة الفنية والتنفيذية من نتائج تتعلق بالمشاريع الاستثمارية المختارة ضمن مشروع تطوير المحور السياحي الواقع بين الهدا الشفا ووضعها موضع التنفيذ، التي تتمثل بإنشاء مركز للزوار وفندق فاخر الى جانب المخيم البيئي. وقال الأمير خالد الفيصل هذه النتائج لم تكن لتأتي لولا توجيهات سموكم للفريق العامل مع اللجنة الفنية برئاسة نائب الرئيس للمناطق بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الدكتور وليد بن كساب الحميدي، لذا يسرني أن أشكر سموكم على هذه الجهود والدعم والمتابعة. ثلاثة قطاعات اقتصادية ويركز المشروع على تطوير منطقة الهدا والشفا عمن خلال ثلاثة قطاعات اقتصادية رئيسية، وهي السياحة، والزراعة، والمحافظة على البيئة الطبيعية، ومن أجل الحصول على أكبر قدر من الفائدة من الاستثمار المحلي والبناء على هوية الطائف، تم التوصية بعدد من الفرص ومنها السياحة الزراعية، وسياحة الاستشفاء، والمنتجات الزراعية العضوية الصحية. كما حدد المشروع مخططا عاما لاستخدامات الأراضي، يتضمن خمسة تصنيفات كمناطق رئيسة داخل المحور السياحي الهدا والشفا، هي: محمية طبيعية، سياحة وترفيه، زراعي، تجاري، موقع الميقات، مع مراعاة أن الاستخدام الرئيسي الموصى به لكل نطاق لا يعني عدم السماح باستخدامات أخرى أو قيام أنشطة ملائمة أخرى ضمنه وفق ضوابط معينة. كما أوصى المشروع باستقرار السكان في تجمعاتهم القروية بمنطقة المشروع ومشاركتهم في تنميتها كوجهة سياحية جبلية، مما يسهم في الحد من الهجرة إلى المدينة، وتوفير فرص عمل للمواطنين في مواقعهم وتدريبهم لتقديم الخدمات وإنشاء المشاريع، ويعمل على وضع مخطط شامل للتنمية العمرانية المتكاملة مع ضمان تناسقه مع البيئة الطبيعية للمكان لتكون المنطقة نموذجا لتمازج البناء التقليدي مع محيطه ولا يؤثر سلبًا على المنظر العام للموقع السياحي. يشار إلى أن دراسة المشروع أوصت بتطوير قائمة من (50) مشروعا يمكن تنفيذها على المدى البعيد، ثم حددت (9) حقائب استثمارية من هذه المشاريع وفق مجموعة من الاشتراطات والمعايير، تم اختيار (6) منها لتكون نواة للتطوير، حيث اعتبرتها الدراسة جاذبة للمستثمرين من القطاع الخاص، وتحقق الأهداف الاستراتيجية للتنمية.