عندما ننظر في أجيال الآباء تجد الأدب الجَّم في التعامل وميثاق الكلمة إن إلتزم معك بموعد أو تجارة أو تعامل يومي يكون فيه الدرهم والدينار جُلَّ علاقته ، إضافة إلى العلاقات الإنسانية المبنية على الحب والإحترام المتبادل . وهناك مشاهدات أُريد ذكرها لكم على سبيل التعلم .. (( إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحَّلم(( و (( إِنَّمَا بُعِثتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخلَاقِ )) كما قال النبي (ﷺ) . · مشاهدات آبائنا – تعلموا في الكتاتيب قبل أن تنشأ وزارة التربية والتعليم عام 1373هــ في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود . قبل هذا التاريخ أيام الكتاتيب والمساجد والحرم المكي والنبوي ( مدارس الصولتية بمكة ، ومعهد العاصمة النموذجي بالرياض ، ودار التوحيد بالطائف ومدارس الفلاح بجدة ) . · فماذا كان مُخرج تعليمهم .. إنهم رَّبوا فينا الكرامة والنبل والصفات الحميدة ، وعانوا في تعليمهم وسهروا عبر (( الفـوانيس )) ولم يكن لهم وسائل راحة وترفيه مثل مالدى الجيل الحالي ( من مقومات حضارية وأجهزه حديثة وعالم مفتوح وتعلم وتطور ) (( العولمة إن صَّح التعبير )) . · وعندما تتبع مخرجات آبائنا التعليمية فتجد عمالقة ونماذج مضيئة لا تقارن بالجيل الحديث سواء في المناصب التي ( تسَنَمُوها) أو من خلال الأجيال التي أخرجوها للمجتمع رغم قلة ذات اليد في ذلك الزمن الجميل . · فهل هي المعاناة التي ولدَّت هذه المخرجات ، أم الجوع الذي مروا به هو الذي ولَّد هذا الإبداع ، وهل شَظَف العيش هو الذي يُخضع الرجال ( أم أن الجوْعة التي تولد هذا الإبداع ) . · ولا اُنكِر أو أُهمِل أن لهذا الجيل الحديث إيجابياته وسلبياته وهناك جيل تعلم وأرتقى بأخلاقه قبل علمه (( فهُـم من تميَّز من هذا الجيل )). · وكما قال أحد السلف ( حاجتنا إلى كثير من الأدب مع قليل من العلم أكثر من حاجتنا إلى كثير من العلم مع قليل من الأدب ) * نمذجـــة · كان محمد (ﷺ) قرآناً يمشي على الأرض . · كان محمد (ﷺ) خُلقه القرآن . · كان النبي (ﷺ) يحث على التعامل وأدب التعامل وحُسن الخُلق ومكارم الأخلاق فقال عليه الصلاة والسلام ( بأبي هو وأمي ) : ( إن العبد لينال بحُسن خُلقه درجة القائم الصائم ) وعندما وصف الرسول عليه الصلاة والسلام من أقرب الناس منه يوم القيامة قال : (( هُم أحاسنهم أخلاقاً الموطئون أكنافاً الذين يألفون ويُؤلفون .. فهي علاقة تبادلية . فلا بد ( أن تألف ) ( وتُؤلف ) . ختـــاماً : سَّرني ما لمسته هذا اليوم من إبن ( بــــار) في الثلاثينات من عمره عندما مَّر به والده في مكتبه وأنا في ضيافة الإبن قيام الإبن مباشرة عندما شاهد والده تأدباً واحتراماً له فقلت في نفسي (ما هذا الأدب الجَّم ). · فلا بد من دعم السلوكيات الحسنة لأبنائنا والثناء عليهم وإطفاء السلوكيات الخاطئة بالتجاهل أو بعدم دعم ذلك السلوك الخاطئ حتى يتم اطفائه حتى لا يكون سلوكاً دائماً . · ودَّعت ذلك الإبن ( البــــار) مع والده وقلت في نفسي هل سيكون من أبنائنا من يعمل بمثل هذه السلوكيات ( قلت نعم ) إنهم من تمثلوا في أخلاق النبي والأجيال الأولى و كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ) فيقول الراوي لا أعلم كم عَّدد من قرن ( ودمتم بحب ) .