لبعض الشيبان فيما يعشقون ويفعلون مذاهب. ومن مذاهبهم أنه إذا وقع في يد أحدهم بعض الدراهم أسرع إلى الزواج من ثانية وثالثة ورابعة ثم يبدأ رحلة البحث عن (عسل) يعيد الشيخ إلى صباه. لكن الهيئة العامة للغذاء والدواء نكدت على هؤلاء الشيبان حين حذرت، مؤخرا، من مستحضر العسل الملكي (Royal Honey) والمنتج من شركة إتيوماكس (ETUMAX) الذي يتم بيعه وتسويقه من قبل محلات العطارة وبعض الباعة المتجولين والمجهولين عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ويروج له بأنه مستحضر طبيعي. وقد أصرت الهيئة على تنكيدها وتحذيرها حين أوضحت بأن الادعاء بأن مستحضر العسل الملكي مستحضر طبيعي هو ادعاء مضلل وليس له أي أساس من الصحة نظرا لخلطه بمادة دوائية لا يمكن تناولها إلا بإشراف طبي. وأظن أن هذه الهيئة لو فتحت عيونها أكثر وأكثر لوجدت في أسواقنا ما الله به عليم من مستحضرات مغشوشة تغازل أولئك الذين (راحت عليهم) وما زالوا يصرون على أنهم في العشرين.!! وهي، لعلم الهيئة وعلم شيبان الثروة، تجارة تدر أرباحا طائلة نظرا للإقبال الكبير عليها بعد فقد (الماكينة) الطبيعية التي يعطيها الله لخلقه. ولأن أغلب الذمم خربة فإن من السهل جدا أن أعلب لك مستحضرا أسود أو أحمر أو أصفر ثم أقول لك: إذهب على بركة الله. وبما أننا مجتمعات يقل فيها الوعي إلى درجة كبيرة وأسواقنا تسرح وتمرح على هواها فما الذي يمنع تجار المنشطات عن مواصلة نشاطهم المحموم ومراكمة أرباحهم الطائلة. لقد تجرأوا على (وصفات) أخطر تتعلق بعلاج القلب والسرطان وهشاشة العظام إلى آخره من الأمراض العادية والمستعصية. والتهم الناس هذه الوصفات دون تردد ليكتشفوا بعد ذلك أنهم إنما التهموا سموما ضاعفت أمراضهم وخلقت أمراضا جديدة. ولذلك، للعلم فقط، لن يكف الشيبان عن التهام العسل المغشوش ولن يكف الناس عن التهام كل ما في طريقهم من وصفات طبية خادعة ومغشوشة ومحرمة إلا إذا سعينا سعيا حقيقيا لتوعيتهم، في الوقت الذي نطبق فيه قوانين صارمة على كل من يقدم لنفسه شهادة طبية أو صيدلانية لينتج لنا، من جحره، أدوية تضاعف أمراضنا وتكلفنا حياتنا. والله المستعان.