×
محافظة حائل

أتليتكو ينفرد بالصدارة وبرشلونة ثانيا وريال مدريد يتراجع للثالث

صورة الخبر

عودوا بالذاكرة للوراء عشر سنوات؛ لتتعرفوا على ردود أفعال المنتسبِين للميدان التربوي تجاه إقرار وزارة التربية والتعليم لمشروع التقويم المستمر الذي جاء بديلاً للاختبارات التحريرية. مؤكد أن (الغالبية العظمى) كانت تؤيد القرار وتدعمه؛ كونه يُمثِّل خطوة جديدة غير معهودة قد تكون مجدية ونافعة للوصول إلى مُخرَج تعليمي مرغوب. الأهم في قضية التقويم المستمر هو مبررات إقرار الوزارة له، التي يأتي على رأسها الحيلولة دون وقوع التلاميذ تحت تأثير حالة (الرهبة والخوف) الملازمة للاختبارات التحريرية؛ حرصًا على صحتهم النفسية. أما مبررات اهتمام التربويين بالتقويم المستمر فيذكر الدكتور عبدالله السعدوي في مجلة المعرفة العدد (190) نقلاً عن (نيتكو) عاملَين: "الأول- يتعلق بقناعاتهم أن التدريس الجيد يتطلب توفر بيانات بشكلٍ متواصل حول تقدم التلاميذ أو حول الأساليب المتوقعة لضعف تقدمهم التحصيلي للاستفادة منها لتقديم تغذية راجعة منتظمة لعمليات التدريس والتعلُّم. العامل الثاني- يتعلق بالتخوف من استخدام الاختبارات بشكل غير عادل مع التلاميذ؛ ذلك أن نظام الاختبارات التقليدي الذي يُستخدم في نهاية العام أو نهاية الفصل الدراسي أو حتى نهاية الوحدة الدراسية مرتبط بوقتٍ محدد ومحتوىً معين، ويقيس أداء التلميذ في لحظة معينة، لذلك لا يُقدِّم تمثيلاً صادقًا لمستوى تقدم التلاميذ، ولا يعكس طبيعة تعلمهم". وبالعودة للسبب الرئيس في إقرار الوزارة لمشروع التقويم المستمر وهو الحرص على نفسيات التلاميذ من حالة (الرهبة والخوف) الملازمة للاختبارات التحريرية، نجده السبب ذاته الذي وقف وراء صرامة الوزارة في منعها استخدام (العقاب البدني) من قِبَل المعلمِين مع التلاميذ والطلاب. العقاب البدني والاختبارات التحريرية كلاهما - من منظور الوزارة - يُشكِّلان عاملَي ضغط نفسي رهيب على التلاميذ مما يعني انتفاء الهدف الأسمى للتربية وهو تخريج أجيال سليمة من العاهات والعلل البدنية والنفسية التي لا تولد إلا نتيجة ممارسة العقاب البدني، أو في ظروف نفسية سيئة يعيشها التلاميذ نتيجة الاختبارات التحريرية. نخلص من هذا إلى أن (التلازم) بين العقاب البدني والاختبارات التحريرية يجب ألا ينفك؛ فإن كانت مبررات عودة الاختبارات التحريرية هو تدني مستوى التلاميذ التحصيلي فإن غياب العقاب البدني (المُقنَّن) ساهم - مناصفة مع التقويم المستمر- في تدني مستوى التلاميذ التحصيلي، بل زاد عليها حين تسبب في ظهور سلوكيات سيئة من قِبل التلاميذ تتنافى مع أصول التربية التي تُعد أحد ركنَين تقوم عليهما الوزارة. ومن تلك السلوكيات حالات الاعتداء المتكررة على المعلمِين، ومطاردتهم، وتحطيم سياراتهم، بل وصل الأمر لحالات القتل كالتي حصلت مؤخرًا مع المعلم البرناوي. وبالمجمل فإن رضيتِ الوزارة بعودة (الرهبة والخوف) من خلال الاختبارات التحريرية؛ حرصًا على المستوى التحصيلي للتلاميذ، وضمانًا لانتظامهم نهاية كل فصل، فلتقبل بعودة العقاب البدني (المقنن) لا حرصًا على مستوى التلاميذ التحصيلي وانتظامهم فقط؛ بل وحرصًا على تعلُّمٍ منضبط يحفظ للمعلم كرامته، وينشئ جيلاً متزنًا يعرف حدوده ويقدِّر معلميه. أمران يغفل عنهما كثير من المنادين بعودة الاختبارات التحريرية: الأول - أن الاختبارات التحريرية ما هي إلا جزء من عملية تقويم شاملة، لذا ينبغي ألا تكون الفيصل في بقاء أو ترفيع الطالب. الأخير- أن المعلم حال الاختبارات التحريرية قد يلجأ لحصر الأسئلة في بضعة دروس، وقد يلجأ لعملية التلخيص، في حين أن التقويم المستمر يتطلب تقويم مهارات كل درس، كذلك باستطاعة المعلم الإشارة والتلميح للتلاميذ بالأسئلة التحريرية، وبالتالي يحقق الطالب درجات عالية مما يجعل أولياء الأمور يعيشون حالة من الرضا عن مستويات أبنائهم وهم واهمون. وبعد.. فالعلة ليست في التقويم المستمر بل في إجراءات تطبيقه، وفي ركون بعض المعلمين لمبدأ السلامة، وفي لجنة التوجيه والإرشاد المعروفة بلجنة (الرحمة). Mashr-26@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (52) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain