الأصالة والحداثة تجتمعان في معرض البحرين للفنون التشكيلية تحت شعار آثارنا إن حكت، انطلق في 17 يناير الجاري وسيستمر حتى 17 مارس القادم، معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في عامه الثالث والأربعين، بمشاركة كوكبة من الفنانين والفوتوغرافيين والنحاتين والخطاطين البحرينيين والمقيمين الذين قدموا تجاربهم المختلفة في رواق المسرح الوطني بالمنامة، متخذين لفضاءاتهم الحرة مناطق لاشتغالاتهم التي تنوّعت بين المفاهيمية والواقعية والتركيبية والتجريدية والانطباعية. العربزكي الصدير [نُشرفي2017/01/27، العدد: 10525، ص(17)] نادر العباسي أمام عمله المتوج بجائزة الدانة يستمر حتى 17 مارس المقبل برواق المسرح الوطني بالعاصمة البحرينية المنامة معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في نسخته الـ43، والذي يعرض أعمالا وصل عددها إلى 63 عملا و175 قطعة فنية، تعالج كافة المواضيع وبأدوات مختلفة وتتنوع ما بين الأعمال التركيبية واللوحات والنحت والتصوير الفوتوغرافي وأعمال الخط والفيديو وغيرها. وفي نسخة هذا العام، تفاوتت التجارب والأجيال الفنية المشاركة في المعرض الذي تشرف عليه سنويا هيئة البحرين للثقافة والآثار، لكن جميع الفنانين المشاركين سواء من البحرينيين أو المقيمين استطاعوا تقديم تصور عن الحالة الفنية العامة للمشهد الثقافي التشكيلي البحريني. واتخذت بعض التجارب من الشراكة الفنية الثنائية شكلا لها، حيث قدم الثنائي مريم العرب وحسين الموسوي تجربة صوتية فوتوغرافية معبرين عن هاجسهما الدائم حيال التغيرات الحضارية التي طرأت على البحرين، سواء كان في نوع الهندسة المعمارية أو في انحسار المساحة الخضراء وكيف انعكس ذلك كله على الهوية الثقافية، حيث نقلا لنا عبر الصوت المنامة القديمة المسكونة بدفء الناس والحركة وأصوات العوائل والأطفال وهسيس الطرقات. بينما قدم الثنائي الآخر هناء مال الله وهشام غزاوي مشروعا تحت مسمى “درون وزقورة أور”، ويتكون من ثلاثة أجزاء فنية مترابطة: صور معروضة بالإضافة إلى فيلم مدته ثلاث دقائق ومجسمة “هولوغرام” ثلاثية الأبعاد، كل جزء من هذه الأجزاء أخرج بطريقة معينة، حيث يمثل فكرة الصراع المرئي والفلسفي بين زقورات أور التاريخية في بلاد الرافدين. ويقول الفنان نادر العباسي الفائز بالمركز الأول في الجائزة “الدانة”، والتي تقدر قيمتها بـ6000 دينار بحريني (16 ألف دولار) “أتناول في أعمالي التفكير النقدي للموروثات وللأعراف الثقافية والاجتماعية، فنحن نعيش في عالم سريع الوتيرة، ومتغير باستمرار، مما أثّر على الموروث الاجتماعي المحلي، فأصبحت موضوع تساؤل ومجالا للتحاور الاجتماعي، من حيث المصداقية والاستدامة والمنفعة”. معرض البحرين يقدم هذا العام 175 قطعة فنية، تعالج كافة المواضيع والثيمات بأدوات تشكيلية مختلفة وحازت على المركز الثاني الفنانة نورة فريدون عن عمل تركيبي قامت به، والجائزة عبارة عن معرض شخصي لأعمالها تقيمه هيئة البحرين للثقافة والآثار في مركز الفنون لمدة شهر كامل. وفي المركز الثالث، فازت الفنانة علياء أحمد عن عمل خزفي، والجائزة عبارة عن إقامة فنية مدفوعة التكاليف في مركز الفيوم للفنون بجمهورية مصر العربية، تحت إشراف الفنان محمد عبلة. وعن المعرض في دورته الحالية، تقول الفنانة السعودية غادة الحسن لـ”العرب” “تابعت منذ أعوام المعرض السنوي في البحرين وأنتظره بشغف، ففيه خلاصة تجارب الزملاء الفنانين وخبراتهم والتي تتقاطع بشكل أو بآخر مع تجاربنا المحلية في السعودية بحكم الجوار”. ويتميز معرض هذا العام بارتفاع عدد الفنانين المشاركين، إذ لم يقتصر على الفنانين البحرينيين، بل شمل المقيمين أيضا، وهو ما كان في صالح المعرض الذي انفتح على خبرات وتجارب مختلفة. وتضيف الفنانة السعودية “هناك تنوع كيفي لا كمي فقط، سواء من حيث الأساليب أو الخامات، روح المكان أيضا وطريقة إخراج المعرض أضفتا تميزا خاصا له، ما أراه في البحرين ودول الخليج من تنافس في تطوير الفن ومحاولة النهوض به، لهو أمر يثلج الصدر ويثير الغبطة، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي نخرج فيه من صفوف الجماهير المصفقة إلى حلبة السباق معهم”. ويرى الفنان البحريني عادل العباسي، وهو أحد المشاركين في المعرض، أن تجارب هذا العام أتت قوية بسبب امتداد التجارب بين الجيل الجديد والجيل القديم، معربا عن أنه لا يوجد للفن آباء ولا أجداد، بل هو امتداد للأجيال السابقة. ولا يستطيع العباسي أن يصف المعرض بالحركة الفنية، إنما يطلق علية وصف “التجربة”، لأن الحركة الفنية -حسب رأيه- تحتاج إلى فلسفة تنبني عليها وفق مشروع فكري مؤسس وخاص، بينما المعرض هو نشاط فني سنوي يقدم مجموعة تجارب مختلفة. :: اقرأ أيضاً رحيل سيد حجاب الذي نقل العامية المصرية إلى كل بيت عربي المناهضون للجنس في الأدب يتلذذون بقراءته سرا أبناء الأدهم رواية الأسطورة وجماليات الصحراء حكاية قرية مصرية معزولة يحكمها المال والشعوذة