لا يزال حدث نقل طائرة أم الركب الجامبو من مطار المدينة المنورة إلى أبها، يثير الكثير من النقد؛ فيرى البعض أن قرار أمانة منطقة عسير بنقل الطائرة كان عشوائياً ودون تنسيق مع الجهات الأخرى؛ ما تسبب في عمليات تكسير على الطرق، وقطع أشجار، وسقوط أعمدة كهرباء، وقطع التيار عن العديد من القرى والمدن، أيضاً كلفة النقل الذي جاوز مبلغ 2.5 مليون ريال، تجعل مشروع تحويل الطائرة إلى مطعم شعبي سياحي في جبل أم الركب، غير مُجدٍ اقتصادياً. وفي مقاله كبسة لحم في الطائرة المطعم! بصحيفة عكاظ، يرى الكاتب الصحفي خلف الحربي أن قرار نقل الطائرة كان عشوائياً ودون تنسيق مع الجهات الأخرى، ويقول: اشترت أمانة منطقة عسير طائرة جامبو متعطلة تابعة للخطوط السعودية، كانت جاثمة في مطار المدينة المنورة كي تُحوّلها إلى مطعم شعبي سياحي في جبل أم الركب في عسير؛ فتم سحب الطائرة براً كل هذه المسافة في مهمة نقل عجيبة أشغلت كل القرى والبلدات الواقعة على الطريق؛ حيث يتم قطع التيار الكهربائي خشية ارتطام أجنحة الطائرة بأعمدة الكهرباء، وكذلك إزالة المجسمات الجمالية التي قد تسد الطريق أمام الطائرة؛ هذا بخلاف إزالة الأرصفة والأشجار وغير ذلك. ويعلق الحربي قائلاً: تعهدات أمانة عسير وبلدياتها بإصلاح الأضرار المترتبة على عملية نقل الطائرة لا معنى لها، لأن التكسير كان مصدره الأساسي قراراً عشوائياً مرتبكاً، ولن تكون عملية الإصلاح أقل عشوائية؛ حيث ستدفع ثمنها البنية التحتية لهذه المحافظات لفترة طويلة؛ لأن كل خطوة عشوائية مفاجئة يترتب عليها تأجيل عشر خطوات مدروسة.. إن أمانة عسير لم تنسق مع أي كان بهذا الخصوص، ولم تستطلع الطريق ولم تضع أي خطة من أي نوع، كل ما في الأمر أن السيد المسؤول علم أن الطائرة جاهزة فقال: (جيبوها)!.. فحدثت كل هذه الفوضى الخلاقة. ويرى الكاتب الصحفي حسن الحارثي أن المشروع غير مجد اقتصادياً؛ بسبب كلفة نقل الطائرة الذي جاوز مبلغ 2.5 مليون ريال، وفي صحيفة الوطن يقول الحارثي: سأتحدث عن المشروع من الناحية التجارية وبرؤية شخصية متواضعة، حسابياً يمكن القول إن تحمل المشروع هذه التكلفة 2.5 مليون ريال قبل حتى أن يبدأ، يجعله في دائرة الخطر، هذا غير تكاليف التركيب وإعادة تأهيل الطائرة لتكون جاهزة لاستقبال الزبائن، وربما يكلف ذلك مبالغ طائلة، ثم يأتي التشغيل والإعلان وربما دفع تعويضات للمتضررين، ومبالغ أخرى تعيد ما أفسدته الطائرة من أرصفة وأشجار ومجسمات وغير ذلك. ويضيف الحارثي: أمانة عسير تقول إنها ستطرح المشروع في مناقصة عامة، وهنا سيجعل المشغّل أمام خيارين؛ فإما أن ينفذ مطعماً من فئة نجوم حتى يرفع حجم المداخيل، وهو ما قد يكون مخاطرة كبيرة مع محدودية الزبائن في غير مواسم السياحة، ولدينا الكثير من النماذج، أو أن يجعله مطعماً شعبياً أو للمأكولات السريعة بما يضمن مداومة الزبائن على مدار الساعة وتغطية التكاليف، وهو ما سيجعل المشروع مربحاً؛ لكنه سيُفقد طائرة الجامبو هيبتها وهي تتربع بعنفوان على جبل أم الركب، وهذا ربما يتناقض مع رؤية أمين عسير الثاقبة، فلا أظن أن الطائرة قطعت كل هذه المسافة لتبيع فول وبروست للأهالي والسائحين. وفي صحيفة الشرق يتناول الكاتب الصحفي محمد علي البريدي فكرة المطعم الطائرة ويقول عن أمانة منطقة عسير: لا يزال هؤلاء يعتقدون أن السذاجة طاغية في عسير إلى حد إثارة الفضول وجلب الزبائن لمشروع استثماري بطائرة خردة، وما أحلى الحنين لزمن رادي رفيع!!. ويعلق البريدي قائلاً: نصف أطفال عسير ركبوا الطائرة، ونصفهم الآخر تجاوز تفكيره الطائرة بسنوات ضوئية؛ أما الكبار فهم مشغولون بما هو أهم من طائرة خردة يتم إحضارها لحساب فلان المستثمر، ولديهم كثير من الأفكار المميزة والرائعة والعصرية لو أُخذ رأيهم. وبرغم ذلك، يؤكد البريدي أن حصيلة الرحلة أكثر من رائعة بالرغم من كل ما شابها، ويقول: هي رائعة لأنها كشفت لنا أيضاً عن مشكلات أسلاك وأعمدة شركة الكهرباء، وكذلك ضيق الطرق وعشوائية الأرصفة، وهذه فوائد أتت مجاناً على أجنحة طائرة برمان، والخير في عطف الشر كما يقولون