هكذا كان تشاؤم جوزيه سامرغوا المليء بالعقلانية والإقناع فإنّ تقرأ له لا يمكن إلا أن تصبح متشائماً ومستاء بشكل إنساني غير مسبوق!. رغم مواقف هذا الأديب الحائز على جائزة نوبل السوداوية؛ إلا أنه يقدم جملة من الحقائق المؤلمة للمصير الإنساني ولديمقراطيته المزعومة حيث يذكر في إحدى حواراته بأن الديمقراطية حالياً أصبحت مجرد مهزلة وفقاعة صابون وشر تم الشرعنة له بورقة بيضاء فإما أن تكتب عليها "لا" الجامدة والتي لا تغير شيئاً على الإطلاق أو "نعم" التي لا تصدر إلا من شخص أبله يقبل بأي شيء. كتب سامراغوا الكثير من الكتب الأدبية بهدف تعزيز الوعي لدى القارئ لكنه في نفس الوقت يؤمن بأن الأدب وحده لا يستطيع أن يقوم بأي عملية للتغير فعلى مر التاريخ لم تستطع أي الأعمال الإبداعية الكبرى أن تغير ولو شيئاً يسيراً وبسيطاً، فالتغيير لا يأتي إلا من حالة تكامل بين كافة الجهود المختلفة بمستواها الثقافي وغير الثقافي. انتمى سامراغوا إلى الحزب الشيوعي عام 1969 وأصبح مناضلاً سياسياً بشكل شرس بهدف إرساء قواعد السلام على كوكب الأرض وإعطاء الآخرين حقوقهم المنزوعة منهم إكراهاً، وفي الوقت الذي كان فيه منتمياً لهذا الحزب بدأ مشاوره الكتابي بروايته "أرض الآثم" في عام 1947 لكنه وللأسف لم يجد ناشراً يتكفل بطباعة عمله مما جعله يتوقف عن الكتابة لمدة تجاوزت العشرين سنة، وكان في هذه المدة التي انقطع فيها عن الكتابة يتساءل حول ما إذا كانت حقيقته الذاتية والفردية هو أن يصبح كاتباً أو لا؟ وما هي الضريبة التي عليه أن يدفعها من جيب عمره المتبقي في هذا المشروع المتعب عقلياً وبدنياً؟، عندما ناهز عمر الخمسين وتحديداً أكثر في عام 1977 وجد الإجابة وكرّس ما تبقى من عمره للكتابة ليصدر "موجز الرسم والنسخ" ملحقهُ ب "قصة حصار لشبونة" ثم عمله الشهير "كل الأسماء". تعرض سامراغوا في حياته إلى هجوم شرس من الفاتيكان بسبب روايته "الإنجيل بحسب يسوع المسيح" مما جعله يهرب من بلاده ويختار الإقامة في جزيرة نثاروتي الواقعة في محيط الأطلس الشمالي.