تشهد نهائيات كأس الأمم الإفريقية المقامة حالياً في الجابون غياب منتخبات عريقة تُوّجت باللقب الإفريقي خلال السنوات الماضية، وعلى رأسها منتخبات السودان ونيجيريا، بالإضافة إلى منتخب جنوب إفريقيا الذي حُرم من المشاركة في النسخ الـ 18 التي أقيمت في الفترة ما بين 1957 و1992 بسبب التفرقة العنصرية التي كانت تعيشها البلاد. وشارك منتخب بافانا بافانا في النهائيات لأول مرة في النسخة التي أقيمت على أرضه عام 1996، ونجح في تحقيق اللقب في محاولته الأولى، كما احتل مركز الوصافة خلال مشاركته الثانية في بوركينا فاسو عام 1998، وحصل على الميدالية البرونزية في مشاركته الثالثة عام 2000، ليفرض نفسه كقوة إفريقية ضاربة في تلك الفترة التي كشفت عن اسم لامع أكثر من التألق، ليصبح الهداف التاريخي لمنتخب جنوب إفريقيا برصيد 32 هدفاً. هذا اللاعب هو المهاجم بيني ماكارثي الذي ارتدى خلال مسيرته قمصان أندية أوروبية عريقة مثل أياكس أمستردام وبورتو ووست هام يونايتد، والذي كان بطلاً لواحدة من أجمل الذكريات في نهائيات كأس الأمم الإفريقية. فبالعودة إلى النسخة التي أقيمت في بوركينا فاسو عام 1998، وخلال المباراة التي جمعت جنوب إفريقيا وناميبيا في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، افتتح ماكارثي التسجيل بعد مرور3 دقائق فقط، وأضاف هدفاً ثانياً بعد مرور 8 دقائق، قبل أن يسجل الهاتريك عند الدقيقة 19، والسوبر هاتريك في الدقيقة21، ليسجل 4 أهداف في غضون 13 دقيقة فقط وسط ذهول تام للجماهير التي تواجدت في ملعب بوبو ديولاسو، فرباعية ماكارثي في هذه الفترة الزمنية الضيقة مثّلت إنجازاً فريداً من نوعه على صعيد البطولة الإفريقية الأهم. واكتفى ماكارثي بالحصول على الميدالية الفضية بعد خسارة جنوب إفريقيا للمباراة النهائية أمام المنتخب المصري، لكنه تُوّج بلقب الهداف مناصفة مع الهداف المصري حسام حسن برصيد 7 أهداف.