أسيل جندي-القدس أظهرت عشرات الصور في معرض "ما وراء العنف المسلح: الحياة في أفريقيا" أنه بالرغم من الظروف القاسية التي يعيشها كثير من سكان القارة الأفريقية من شمالها إلى جنوبها، فإن هناك متسعا للأمل بمستقبل أفضل. وافتتح معرض الصور بمقر الجالية الأفريقية بالبلدة القديمة في القدس بتنظيماللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتضمن صورا التقطها مبعوثو اللجنة في 29 دولة بأفريقيا تُظهر إصرار الأهالي هناك على مواصلة العيش رغم الحروب والعنف. وحضرت بقوة في المعرض كل من السودان وتشاد والكونغو ومالي والصومال ونيجيريا، حيث تُمزق النزاعات المسلحة حياة الملايين في هذه الدول، فيعاني الأطفال والبالغون على حد سواء من شح الغذاء وانعدام الاحتياجات الجسدية والنفسية. عنف وفقر ولجوء وعن سبب اختيار مقر الجاليةالأفريقية لعرض الصور على مدار يومين، قالت مسؤولة الإعلام الاجتماعي بفرع القدس في اللجنة الدولية للصليب الأحمر تمار أبو حنّا، إن القدس احتضنت تاريخيا أشخاصا من جميع أنحاء العالم بما فيهم الأفارقة الذين حطوا رحالهم قرب المسجد الأقصى، وبالتالي فإن مقرهم هو المكان الأنسب لإقامة المعرض بما أن الصور تختص بقارة أفريقيا. جدة: عشت منذ طفولتي بالقدس وأعتبر فلسطين وطني لكن أفريقيا هي جذوري (الجزيرة نت) وأضافت أنه رغم المعاناة والفقر واللجوء والنزوح الناتجة عن الحروب والعنف، فإن الابتسامة ما زالت ترتسم على وجوه من يرزحون تحت هذه الويلات، ومن هنا جاءت فكرة عرض هذه الصور للمجتمع المحلي في القدس لتعريفهم على ما يدور في هذه القارة. بدورها ذكرت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القدس نادية الدبسي، أن زميلهم في العمل خيسوس سورانو -الذي يهوى التصوير وعمل في نيجيريا- هو من اقترح فكرة إقامة معرض للصور بعد وصوله للقدس مؤخرا، ليتضمن المعرض صورا له ولزملائه التقطوها خلال مهامهم في دول مختلفة في أفريقيا. وأردفت: "نحن نتابع أزمة اللاجئين في فلسطين بالإضافة لقضايا المحتجزين الذين نؤمن زيارة أهاليهم لهم في السجون، لكننا نعمل في أنحاء متفرقة في العالم بنفس الطريقة، وارتأينا أن نعرّف المقدسيين على هذا العمل الذي يتشابه رغم اختلاف ألوان البشر وأديانهم وجنسياتهم". وأشارت الدبسي إلى أن سوريا تحتل حاليا المرتبة الأولى على جدول أعمال الصليب الأحمر من ناحية الميزانية والموارد البشرية، وتليها مباشرة القارة الأفريقية وبالتحديد جنوب السودان. وكان من بين زوار المعرض المقدسي محمود جدة الذي يتحدر من أصول أفريقية وبالتحديد من جمهورية تشاد، وقد تحدث للجزيرة نت عن انطباعاته قائلا "عشت منذ طفولتي بالقدس وأعتبر فلسطين وطني، لكن أفريقيا هي جذوري.. وقفتُ مطولا أمام إحدى الصور التي عُرضت من تشاد وشعرتُ مباشرة بالحقد على الاحتلال الإسرائيلي الذي حرمني من رؤية مسقط رأس أجدادي بسبب منعي من السفر، كوني أسيرا محررا". مراد شاهين طفل مقدسي يقلقه حال نظرائه الأطفال في موطن أجداده(الجزيرة نت) الحنين للجذور وتابع "في داخلي الصغير توجد أفريقيا الكبيرة، لم أزرها يوما لكنها في قلبي، وإذا سألني أحد عن مشاعري تجاه الغير أقول دائما إن الكون كله وطني والبشر جميعا عائلتي، فأنا من أب أفريقي وأم أردنية وأنا فلسطيني مقدسي". أما مراد شاهين ذو العشرة أعوام والذي يتحدر من أصول أفريقية أيضا، فكان أصغر زوار المعرض، وأخذ يسأل من حوله عما إذا كان الأطفال في الصور يتامى؟ وعن سبب طرحه للسؤال قال: رأيتُ الأطفال عراة في أكثر من صورة فقلت لنفسي هؤلاء إما فقراء أو أيتام لا يهتم بهم أحد، حزنتُ لحالهم وأتمنى أن يخرجوا من ظروفهم المأساوية قريبا. وببراءة الطفولة أكمل حديثه "هؤلاء الأطفال يشبهون إلى حد كبير أصدقائي هنا في حي الأفارقة، فلون بشرتهم مثلنا تماما، وأكثر صورة أعجبتني هي لطفلين يلعبان كرة القدم في الكونغو.. إنها رياضتي المفضلة".