ما قامت به قوات الطوارئ الخاصة مؤخراً لمُتقاعديها هي (لمسة وفاء) جميلة ورائعة، أرجو أن تكون (نموذجاً) يُحتذى به عند الرغبة في تكريم المُتقاعدين بطرق مُبتكرة تبعث على الفخر والاعتزاز برجال بذلوا الغالي والنفيس طوال خدمتهم العسكرية، من أجل الدفاع عن حياض الوطن وحفظ الأمن، فقد كانت دعوة (أبناء المُتقاعدين) من أفراد الشرطة العسكرية، ليجلسوا بجوار آبائهم على منصة التكريم، ويُشاهدوا كيف يُكرم الوطن أبناءه المُخلصين لفتة إنسانية، وخطوة مُوفقة، لها أثر على الأب المُكرَّم، وعلى ابنه الذي يرى في والده (قدوة حسنة) قدم كل ما يستطيع خدمة لدينه ومليكه ووطنه طوال حياته العملية. ما أجمل الابتعاد عن الصور النمطية (لحفلات التقاعد) التي تتكرر كثيراً هنا وهناك، والبحث عن طرق إبداعية مُبتكرة تحمل معاني الوفاء والشكر والتقدير، عندما قام قائد قوات الطوارئ الخاصة الفريق الركن خالد بن قرار الحربي بتسليم المُكرَّم لوحة شخصية (تُعلَّق في المنزل) كذكرى جميلة يفتخر بها كل أفراد عائلته تحمل صورة والدهم بآخر (رتبة عسكرية) حصل عليها، وهدية خاصة للمُتقاعد، وهدية (أخرى) للابن الذي أُتيحت له الفرصة كاملة لالتقاط (صور السلفي) و(الصور الشخصية) لوالده المُحتفى به وهو مُحاط بالقائد ومُساعديه، وسط عبارات التلطف (للابن)، والشكر والثناء على مسيرة (والده) العطرة، وكأن الوطن كله يُكرِّم هذا (الأب) أمام (ابنه) في تلك اللحظة!. ما أحوجنا لصنع (القدوات) للأجيال المُقبلة بمثل هذه الطريقة، وغرس (صور الوفاء) في أذهان الأبناء الذين سيذكرون هذا اليوم المجيد (طوال حياتهم) عندما رافقوا (آباءهم) في آخر يوم عمل لهم تم فيه تكريمهم مقابل كُل (قطرة عرق) سقطت منهم، ولحظة وجهد ووقت غابوا فيه عن أبنائهم لخدمة الوطن وحمايته، مما سيكون له خير أثر في مواصلة الأبناء لمسيرة الآباء في كل ميدان ينخرطون فيه؟!. الوفاء ديدن قادة هذه البلاد -حفظهم الله- الذين تعلَّمنا منهم الكثير، فما أجمل أن نجد ونُشاهد مثل هذه الصور الرائعة للتكريم تتكرر في محافل أخرى؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.