لم تكن الانتصارات التي أحرزها الجيش الوطني اليمني أخيرا على ساحل البحر الأحمر بمعزل عن التقدم المتوالي وبسط السيطرة على أرض الواقع، الذي تقوم به الشرعية اليمنية على كافة الجبهات منذ انطلاق عاصفة الحزم. فاستعادة ميناء المخا الإستراتيجي الذي تم في ما يعرف بعملية الرمح الذهبي المنطلقة لتحرير جميع الساحل اليمني، هو منطلق مهم وتقدم في الطريق الصحيح بخطى ثابتة وواثقة نحو تحقيق طموحات الشعب اليمني في قيام حكومته الشرعية بمد نفوذها على كافة المواقع ودحر الانقلابيين من حوثيين وأتباع للمخلوع. لقد كانت هيمنة القوى الطائفية على القرار اليمني في فترة سابقة هي الأمر الذي دفع قوات التحالف العربي للاستجابة لطلب الشرعية اليمنية في مساعدتها لاستعادة دورها في قيادة اليمن للحياة السياسية القائمة على التعددية والديموقراطية، في وجه من رهن اليمن لمحاور إقليمية تريد التمدد في الأرض العربية على حساب خيار الشعب اليمني. إن الانتصارات الأخيرة وما يتوقع من امتداد لها على كافة الجبهات، تثبت بشكل واضح صوابية الموقف العربي في مواجهة قوى التخلف والفساد، وما كان يؤكده باستمرار من أن من سرق القرار اليمني في طريقه إلى هزيمة منكرة على يد الأحرار اليمنيين بدعم قوات التحالف. كما يثبت هذا التقدم في ساحة القتال على شواطئ البحر الأحمر وما سيتبعه، خطأ الأصوات التي كانت تراهن على فشل عملية إنقاذ اليمن مما كان يعاني منه، ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره.