في 20 يناير/ كانون الثاني 2017، وبينما تتابع الكثير من بلدان العالم أخبار الرئيس الـ45 للولايات المتحدة وهو يضع يده على الكتاب المقدس لحلف اليمين الدستورية، كان البابا فرنسيس يتحدث مع اثنين من الصحفيين الإسبان عن مصير العالم الحديث، ومخاوفه العميقة حول هذا الموضوع. وبالطبع، عن دونالد ترامب. في مقابلة له مع صحيفة البايس El País اليومية المدريدية، شبهت تصريحات فرانسيس نهوض الشعوبية بصعود النازيين منذ أكثر من 80 عاماً. وكان تركيزه على أوروبا، حيث الساسة مثل مارين لوبان الفرنسية وغيرها، المنتمين لليمين المتطرف، يقتربون من الوصول إلى السلطة. قال البابا "الأزمات تثير الخوف. في رأيي، المثال الأكثر وضوحاً على الشعوبية، بالمعنى الأوروبي للكلمة هو ألمانيا في عام 1933... فبعد أزمة عام 1930 انكسرت ألمانيا، وكانت تحتاج إلى البحث عن هويتها، وهنا ظهرت الحاجة إلى زعيم، شخص قادر على استعادة شخصيتها، وكان هناك شاب يدعى أدولف هتلر يقول: أنا أستطيع، أنا أستطيع". "واختار الألمان هتلر. لم يغتصب هتلر السلطة، بل صوت له شعبُه، ثم دمر شعبَه. وهذا هو الخطر. في أوقات الأزمات نفتقر إلى الحكمة، وهذه قاعدة ثابتة بالنسبة لي". أما فيما يخص مسألة دونالد ترامب، الذي سئل عنه تحديداً، فقد اقترح الصبر. منذ ما يقرب من عام، قال في إشارة واضحة إلى المرشح ترامب إن "الشخص الذي لا يفكر إلا في بناء الجدران، أينما كانت، وليس بناء الجسور، ليس مسيحياً". ولكن في مقابلة يوم التنصيب، كان البابا أكثر حذراً، فقال "أعتقد أنه يجب علينا أن ننتظر ونرى. أنا لا أحب أن أستبق الأمور، ولا أن أحكم على الناس قبل الأوان. سوف نرى كيف يتصرف، وما يفعل، وبعد ذلك سوف أكوّن رأياً. لكن الخوف أو الابتهاج المسبق بسبب شيء يمكن أن يحدث هو، في رأيي ليس من الحكمة. وسيكون ذلك مثل الذين يتنبأون بالمصائب أو النوازل التي لا تحدث. سوف نرى ما يفعل، ثم نحكم وفقاً لذلك". ورداً على سؤال حول أكبر مخاوفه، قال البابا، الذي سيُتم أربع سنوات على رأس الكنيسة الكاثوليكية في مارس/ آذار 2017، إن أكثر ما يقلقه هو الحرب. "وأما ما أخاف على هذا العالم منه، فهو الحرب. لقد بدأت بالفعل الحرب العالمية الثالثة في أجزاء صغيرة. في الآونة الأخيرة، هناك حديث عن حرب نووية محتملة، كما لو كانت لعبة ورق: إنهم يلعبون الورق. وهذا هو أكبر مخاوفي". على الرغم من أن البابا البالغ من العمر 80 عاماً لديه الملايين من المتابعين على تويتر، يتابعون حساباته بمختلف اللغات، إلا أنه ليس من محبي التكنولوجيا، وخصوصاً إذا وقفت في طريق التواصل الإنساني. يقول "فلنتأمل حالة بسيطة: عائلة تتناول وجبة العشاء دون حديث، لأنهم يشاهدون التلفزيون أو الأطفال يطالعون هواتفهم، يرسلون الرسائل النصية إلى أناس في مكان آخر. عندما يفقد التواصل العنصر البشري، فهذا أمر خطير". ويضيف: "من المهم جداً للعائلات أن تتواصل، وللناس أن تتواصل. الاتصالات عبر التكنولوجيا غنية جداً، ولكن هناك خطر فقدان التواصل البشري الطبيعي، من إنسان لإنسان. العنصر الملموس في التواصل هو ما سيجعل العنصر الافتراضي يأخذ المسار الصحيح. نحن لسنا ملائكة، بل بشراً". ليس لدى البابا أي نية لإبطاء خطواته في أي وقت قريب. وحلمه هو أن يذهب إلى الصين، ليت بكين تدعوه. قال فرانسيس "لدى الصين دائماً هالة من الغموض تثير الإعجاب. سأذهب بمجرد أن ترسل لي دعوة. وهم يعرفون ذلك. في الصين، تكتظ الكنائس بالعابدين. في الصين حرية العبادة متاحة". قاده الصحفيون أيضاً إلى محادثة حول وفاته، وعما إذا كان يفكر في الاعتزال، مثل البابا بنديكتوس السادس عشر قبله. سألوه "لقد عيَّنت الكرادلة من جميع أنحاء العالم. كيف تريد المجمع المقبل أن يكون، وهو الذي سوف ينتخب من يخلفك؟ صاحب القداسة، هل تعتقد أنك سوف تشهد المجمع القادم؟" رد البابا مازحاً "أريده أن يكون كاثوليكياً. مجمعاً كاثوليكياً سيختار خليفتي". "وهل ستشهده؟" "لا أعرف. هذا الأمر بيد الله. عندما أشعر بأنني لا يمكنني الاستمرار، علمني أستاذي العظيم بنديكت كيفية القيام بذلك. وإذا توفاني الله قبل ذلك، فسوف أراه من العالم الآخر. أرجو ألا أراه من الجحيم..." - هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Daily Beast البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .