تجارب تؤكد أن الشخص الذي يعاني في طفولته من الإهمال أو يمر بتجربة سيئة مع الوالدين ترافقه عواقب ذلك طيلة حياته حتى وهو في سن الرشد. العرب [نُشرفي2017/01/25، العدد: 10523، ص(21)] الضغط النفسي يؤثر على الطفل في حياته المستقبلية برلين - يمكن أن تكون الخلافات العائلية المستمرة وانفصال الوالدين أو حتى ولادة أخ أو أخت أمرا صعبا على الطفل، وقد يؤثر هذا الضغط النفسي على الطفل في حياته المستقبلية. وذلك هو سبب احتياج الوالدين والأطفال إلى الدعم لمواجهة المواقف التي تثير الضغط النفسي، بحسب الخبراء من الجمعية الألمانية للطب النفسي الجسدي والعلاج النفسي. يجب أن يسعى الوالدان للحصول على المساعدة عندما يمران بأزمة ويشعران بالتوتر بينهما، قبل أن يلاحظ الأطفال أن هناك مشكلة. وتقول ماريا جروسه بردكامب من المؤتمر الألماني للاستشارات التربوية “يجب على الآباء أن يضعوا في اعتبارهم أن الأطفال يكونون مرتبطين بهم عاطفيا للغاية”. وأضافت “إنهم يكونون حساسين للغاية تجاه الحالة الذهنية للأشخاص الأقرب إليهم”. وفي ظل الضغط النفسي المستدام، يفرز جسم الطفل على نحو دائم الكثير من هرمون كريستول، مما يؤثر على وظائف المخ خاصة في المناطق المسؤولة عن التركيز وضبط النفس. ويكون الأطفال الذين يتعرضون لعدة عوامل من الضغط النفسي بشكل مباشر، أكثر عرضة لتعاطي المخدرات والكحول في شبابهم. ويزيد لديهم خطر الإصابة بالاكتئاب إلى الضعف، بينما يكونون أكثر عرضة خمس مرات للإصابة باضطراب الأكل. وبحسب الدراسات التي أجريت مؤخرا، يمكن أن يتسبب ذلك في خفض متوسط أعمارهم لما يصل إلى عشرين عاما، بحسب أوريش إيجل، وهو أستاذ سويسري متخصص في هذه المسألة. وأكدت دراسة فرنسية أنجزت في المعهد الفرنسي للصحة والبحث الطبي، أن التجارب السيئة التي يمر بها الطفل تؤثر على حياته المستقبلية. والشخص الذي يعاني في طفولته من الإهمال -أو يمر بتجربة سيئة مع الوالدين- ترافقه عواقب ذلك طيلة حياته حتى وهو في سن الرشد. وأوضحت أن تركة ثقيلة ترهق كاهل الشخص الذي يعاني -وهو في سن الطفولة بين عمر 7 و 16 عاما- من الإهمال وسوء التغذية أو المعاملة السيئة، أو يمر بتجربة العيش مع أب مصاب أو أم مصابة بمرض نفسي، أو حين يكون الوالدان مطلقين، أو يكون أحدهما مدمنا على تناول الكحول، أو معتقلا في السجن. وتوصلت إلى أن المعاناة ترافق الشخص المتضرر طيلة حياته وتؤثر على صحته وتسبب له تعبا نفسيا قد تترتب عليه أضرار جسدية بيولوجية، وينجم عنها إجهاد مزمن، ولا يحظى هذا الشخص إلا بالقليل من التعليم والثروة والمكانة الاجتماعية. حللت الدراسة معلومات 7535 شخصا من أصل 17000 شخص ولدوا عام 1958 في بريطانيا وتم تتبع حياتهم وتسجيلها في ما يسمى “الدراسة الوطنية البريطانية لنمو الأطفال”. ّوأفادت النتائج بأن هؤلاء الأشخاص كانوا يقعون تحت ضغط نفسي وإجهاد مزمن حتى وهم في سن الـ44، كما وجدت أن هذا النوع من الإجهاد النفسي -ويسمى علميا بـ“العبء الألوستاتيتكي”- يكون مصحوبا لدى 59 بالمئة من الرجال المتضررين بسلوك غير سوي وبانخفاض مستوى التعليم وبتدني الحالة المادية، في حين يكون مصحوبا لدى 76 بالمئة من النساء المتضررات بالتدخين وزيادة الوزن وانخفاض مستوى التعليم وتدني الحالة المادية أيضا. :: اقرأ أيضاً اتخاذ القرار.. مهمة عسيرة وشر لا بد منه عادات العناية الخاطئة تهددك بقشرة الرأس