×
محافظة المنطقة الشرقية

الوحدة يواجه عناد الظفرة في غياب 6 أساسيين

صورة الخبر

مشكلة النجم، سواء أكان نجماً سينمائياً أم مغنياً أم موسيقياً أم رياضياً، أنه إذا غرق في السياسة بشكل خاص، فإنه يجر وراءه جيشاً من المعجبين والمريدين والمصفقين. وهنا تكمن خطورة النجومية وتبعيتها السياسية، سواء أكانت هذه التبعية ناجمة عن عمل منظم أو عن تعاطف. وبالتالي، فالأفضل للنجم المحاط بهالة دائرية واسعة من الشهرة والجماهيرية أن ينأى عن الغرق في مستنقع السياسة، وهو أولاً وأخيراً مطلوب منه أن يكون فناناً مبدعاً أو حتى أسطورياً في ميدان شهرته ونجوميته. ليس مطلوباً من مغنٍ مشهور أو موسيقي عالمي، أو سينمائي كبير، أو رياضي جماهيري أن يبيع نفسه لشيطان السياسة أو لشياطين التنظيمات الإسلامية وغير الإسلامية المسيسة، وأكثر من كونها اختطفت الدين هي قبل ذلك اختطفت الفكر والعقل والوجدان ل شعب من الشباب والشابات العرب الذين تاهوا في تخدير سياسات وسلوكيات العنف والإرهاب. ليس مطلوباً من النجم، حتى في الحقل الثقافي، والاقتصادي، والأكاديمي والعلمي أن يرهن نفسه لإيديولوجيا أو تيار أو عقيدة فكرية سياسية أو حتى ثقافية، ومن خلالها يعزل نفسه في جزيرة ضيقة، فيما الإبداع والفن في كل مجالاته الحيوية الحضارية هو محيط وعالم وحياة. حياة الفنان هي إبداعه في الشاشة، وفي النوتة الموسيقية، وفي أرض الملاعب، وعلى المسرح، وخارج هذه الفضاءات هو سيبدو غريباً تماماً على أي فضاء سياسي أو عقائدي أو إيديولوجي. أمضى بيتهوفن حياته في الموسيقى، تحديداً في مملكة الموسيقى الكلاسيكية.. صحيح أن زمنه لم يكن غارقاً في الإيديولوجيات والأديان المسيسة كما هو حال الفضاء السياسي لألمانيا قبل وبعد الحرب العالمية الثانية، إلا أن صاحب أعظم سيمفونيات في العالم، بقي ليس أصم فقط، بل أصم عن كل ما هو خارج دولته الموسيقية. حتى محمود درويش، وهو في النهاية شاعر قضية وشاعر شعب، أي شاعر سياسة، عندما شعر بأنه سوف يغرق في آليات السياسة خلال وجوده في منظمة التحرير الفلسطينية قفز من المنظمة وهرب باتجاه الشعر، بعيداً عن وسخ السياسة. مسرح برتولت بريخت مسرح سياسي بامتياز، ولكنه ظل على الضفاف دائماً ضد الظلم، وضد الإرهاب، وضد كل ما يغتال عقل الإنسان. العبقري الإسباني رسام الأعمال التشكيلية الخالدة بابلو بيكاسو لم يعرف عنه أنه انتمى إلى منظمة سياسية أو حزب أو جماعة حتى لو كانت جماعة فنية، وأمضى حياته كلها في قلب اللون. لم يعرف أيضاً عن أسطورة كرة القدم بيليه أنه قيّد يديه ورجليه في سلاسل عبودية حزب أو منظمة أو عقيدة سياسية وظل حراً وسيداً إلى اليوم. ارتهان النجم لإملاء سياسي أو عقائدي أو حزبي هو انطفاء له وعبودية لحريته الإبداعية. يوسف أبولوز y.abulouz@gmail.com