×
محافظة المنطقة الشرقية

15 متطوعا يتبنون «هم بانتظارك» عند الإشارات

صورة الخبر

السفير الجبير: المعرض يلغي الفكرة الخاطئة التي تكونت عن المملكة ‏كأرض معزولة عن الحضارة أكثر من 4 ساعات قضاها زوجان ألمانيان في معرض روائع الآثار السعودية بمتحف كارنقي بمدينة بيتسبرغ الأمريكية يتأملان القطع ويقرآن تاريخها الممتد منذ آلاف السنين، ولسان حالهما يقول بأن الأرض التي احتضنت هذه القطع لا بد أن تكون أرضاً تمتد فيها جذور التاريخ وعمق الحضارة. لم يكن ذلك حال الزوجين الألمانيين فقط ولكن امتد لكل من زار المعرض بحسب ما أكده مسؤولو المتحف، حيث عبرت الدكتورة ساندرا أولسن مديرة مركز الثقافات العالمية بمتحف كارنقي عن سعادتها لاحتضان المتحف لهذه القطع وقالت إنها: "أكثر التجارب دهشة منذ افتتاح المعرض لما نراه من تفاعل من الزوار الأمريكان والعرب وعائلاتهم التي زارت المتحف لأول مرة، واصفة ذلك بالانتصار العظيم، مشيرة إلى أن عدداً من المسلمين يؤدون الصلاة على أرض المعرض، و يضفي وقاراً على المعرض ويثير تساؤلات عن هذا الدين العظيم والحضارة الإسلامية التي فرضت نفسها على أرض تقاطعت عليها حضارات الدنيا، فأثرتها ولم تصادرها، وهو علامة أخرى لعظم هذه الحضارة التي تمثل المملكة العربية السعودية مولدها وقلبها". وأكدت الدكتورة ساندرا أن إقبال الأمريكان على المعرض وتكرار زيارتهم له وتعرفهم على البعد الحضاري للسعودية يعد نجاحاً حقيقياً، وأضافت " كنا محظوظين جداً أن يكون ذلك في متحفنا". ‏الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أكد بأن معرض روائع الآثار السعودية ما كان ليتحقق لولا رؤية وعزيمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه ‏الله - والذي يتمثل سمات القيادة بما يتحلى به من رؤية وشجاعة وإصرار على تحقيق كل خير لبلاده و مواطنيه. وقال سموه "إن المملكة مقبلة على مستقبل واعد يعتمد على الوعي بأهمية العناية بالبعد الحضاري للمملكة الذي يؤمن به خادم الحرمين الشريفين وينطلق فيه من يقينه يحفظه الله بأن الحضارة الإسلامية التي سادت في الدنيا تعتمد على قدرتها في تهذيب التواصل الإنساني، ومكنتها من إثراء واقع الحياة والتعامل مع متغيراتها، وكل ما نفعله اليوم لإبراز البعد ‏الحضاري والعمق التاريخي للمملكة ينسجم مع هذا النهج الذي يبدأ بغرس هذا الاعتزاز في نفوس المواطنين، وتقديم صورة المملكة للعالم بوصفها حاضنة هذه الحضارات التي توجت بالحضارة الإسلامية".‏ مشيراً سموه الى أن اقامة المعرض في مدينة بيتسبرغ هو من أجل أن تصل رسالة المملكة إلى العالم أجمع، ليس بموقف الدفاع بل بشجاعة التحدي الحضاري كما هي ثقافتنا الاجتماعية المبنية ‏على الصدق والأمانة.‏ زائر أمريكي: المعرض ظاهرة.. ولا شك أن هذه الحضارات أثرت في شخصية المواطن السعودي وأشار الأمير سلطان إلى أن البعد الحضاري للمملكة ترى ملامحه في كل مكان على أرضها، وهي أكثر ‏الأمم نجاحاً وازدهاراً في المنطقة، مبيناً بأن المملكة مهد الإسلام وبلد مستقر وقوي ومستعد ‏للمساعدة بما فيه منفعة للعالم والشعوب، مبيناً بأن هذا المعرض يروي قصة المملكة ويؤكد بأننا أصحاب تاريخ وحضارة، ‏وأن المملكة قامت على أكتاف ثقافات عظيمة وحضارات عريقة. ‏ وأكد سموه بأن المملكة بلد يسير باستمرار على طريق ‏النهضة والازدهار وما يقدم في المعرض ما هو إلا دليل على عهد أرض ‏المملكة بالحضارة، مشيراً إلى أن الجهود في ذلك ستستمر بدون كلل أو تعب للبقاء في الصفوف ‏الأولى بين أنجح الأمم.‏ وقال " نحن أرض الإسلام، والإسلام يعنى الإيمان والسلام والتحلي بكل القيم الإنسانية السامية، ‏رسالة الإسلام رسالة عظيمة وإنسانية ونحن حملتها وأهلها ونفخر بتقديمها للعالم بما يفيد الحضارة ‏الإنسانية و يقويها، والمملكة قامت على الإسلام وستظل متمسكة به كمصدر لتقدمها و‏اعتزازها وهويتها".‏ وأضاف سلطان بن سلمان: " الإسلام دين عظيم مد رسالته إلى العالم من شرقه إلى غربه ‏ونحن حملة جينات الحضارة، وهذا أوصلنا إلى ما نحن فيه، ولهذا فلا غرابة أن نقود الحوار، وأن ‏نقود التطور لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية والخير للعالم أجمع".‏ وبين سموه بأن أرض الجزيرة العربية شهدت ظهور واختفاء حضارات كثيرة، ولكن الإسلام الذى نبع ‏من مكة كان قوة واحدة ومستمرة. ‏ وأشار إلى الجهود التي تبذلها الدولة لإبراز جوانب التراث السعودي العريق، ومن ذلك بناء منظومة من المتاحف تقارب العشرين متحفاً، و هو ما يعد الأكثر عالمية التي تبنيها دولة في وقت واحد، إلى جانب الاهتمام بالقرى التراثية وتأهيل المواقع الأثرية وتهيئتها للزوار وفتحها لهم، مؤكدًا ثقته بأن المواطنين والشباب منهم خاصة سيكونون المحرك الرئيس والمستفيد الأكبر لهذا الحراك الحضاري و يستفيدون منه ثقافياً واقتصادياً. وبين رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار السعي إلى إعادة تعريف المواطنين ببلادهم وتنظيم زيارات لمختلف المعالم الأثرية والتراثية، مشيراً إلى أن الزائر للمجتمع الأمريكي يعرف أن التعرف على تاريخ البلاد و تهيئة المواقع زادت ارتباط المواطنين ببلادهم، ووطدت ارتباط الشباب الأمريكي ببلده والنظر إليها بكل تقدير وفخر، و هو البرنامج الذي أطلقته الولايات المتحدة منذ عدة عقود. كما أن حاكم ولاية بنسلفانيا السيد توم كوربت أعرب هو أيضاً عن دهشته بمحتويات المعرض وقال أنا فخور جداً بوجود هذا المعرض في ولايتنا فهو يضعنا في صورة التاريخ العريق للمملكة العربية السعودية، مبيناً بأنه ‏لو تم تفقد محتويات المعرض لوجدنا كل قطعة تنطق بحضارة ممتدة في عمق التاريخ و حتى 9 آلاف ‏عام. وأكد كوربت بأن أرض المملكة جسر حضاري يربط الشرق بالغرب منذ آلاف السنين وعرفت التجارة والثقافة ومختلف العلوم‏، مشيراً إلى أن المملكة دولة عظيمة قامت على التقاء الإبداع والإيمان ودخلت هذا القرن ‏مواجهة تحديات عالم دائم التغير، وأضاف " لقد كانت مدينة بيتسبرغ ولازالت جزءا من هذا المشوار ‏الحضاري السعودي بتشرفها باحتضان الكثير من طالبي العلم و قيادات المستقبل السعوديين، وكذلك ‏الإبقاء على الصلات التجارية والثقافية بين البلدين". كما أكد سفير خادم الحرمين في الولايات المتحدة عادل الجبير بأن هذا المعرض يقدم صورة ‏الحضارة السعودية ومدى ارتباطها وتعاونها مع بقية الحضارات الإنسانية المحيطة بها، وقال ‏بأن لدينا صلات وطيدة مع حضارات المتوسط ومصر واليمن و شمال الجزيرة، بل مع أرجاء العالم.‏ وأشار الجبير إلى أن مسيرة الحضارة عندنا تظهر غزارة التنوع والثراء ومدى تأثيره على ثقافتنا ‏الحالية، مبيناً بأن إحدى أهم نقاط قوتنا هي قدرتنا على التواصل مع بقية العالم وبقوة من خلال الإيمان ‏والثقافة. وأشار السفير الجبير إلى أن لدينا 150 ألف طالب سعودي حول العالم ونطرق كل أبواب العلم والمعرفة، ونشهد وبفخر مبادرة خادم الحرمين الشريفين لحوار الحضارات ونساهم بها بما يفيد ‏البشرية جمعاء، فشراكتنا وأعمالنا تتواجد حول العالم و تعمل بنشاط وتقدم نجاحاً ملموساً.‏ ونوه الجبير بأن هذا لمعرض يلغي الفكرة الخاطئة التي تكونت عن المملكة ‏كأرض معزولة عن الحضارة, فكل ما يحتضنه المعرض يقول العكس ويثبت تحضرنا الدائم عبر التاريخ، ‏معرباً عن رغبته بأن يزور الجميع هذا المعرض لما فيه من فائدة ومتعة وتذكير بإنسانية هذا البلد ‏المبنية على الحضارة والتواصل مع كل الشعوب.‏ واختتم حديثه بقوله "نريد التواصل والتعاون مع بعضنا وهذا لن يتحقق بدون أن نعرف بعضنا ‏البعض وهذا المعرض خير وسيلة لذلك". كما أعرب الطلبة السعوديون المبتعثون للدراسة في مدينة بيتسبرغ عن فخرهم باحتضان المدينة للمعرض، مؤكدين بأن الشعب الأمريكي وأهالي بيتسبرغ خاصة سيتمكنون من التعرف على البعد الحضاري والتاريخي للمملكة عبر هذا المعرض، مشيدين بمحتوياته وقطعه الأثرية، مقدمين شكرهم وتقديرهم للأمير سلطان بن سلمان على زيارته للمدينة ولقائه بعدد من الطلبة في جامعاتهم و أثناء زيارتهم لمعرض. حيث أوضح الطالب سالم الخالدي الذي يدرس إدارة هندسية بأن وجود المعرض في بيتسبرغ شيء رائع متوقعاً أن يساهم بتغيير الصورة النمطية عن المملكة التي يروج لها الإعلام. وقال عندما نأتي إليهم بأخلاقنا كطلبة وبآثارنا الدالة على حضارة كبيرة سنؤثر حتماً في استقبالهم لنا وسيساعد هذا على التعاون أكثر، متمنياً أن يدرك كل طالب سعودي هنا أهمية الاحتكاك واكتساب الخبرات بقدر المستطاع والعمل على إيصال أفضل صورة عنا للمجتمع الأمريكي. كما أشاد الطالب فيصل زهران المبتعث لدراسة الهندسة الميكانيكية بفكرة المعرض وقال إن المعرض سيكون مقدمة رائعة لأى صديق أتعرف إليه وسيوفر علي جهد تقديم نفسي والتعريف بخلفيتي الثقافية والحضارية. وأضاف: الحقيقة أنني فخور بهذا المعرض وأعتقد أنه سيساعدنا جميعاً في الاندماج أكثر والتفاعل مع الطلبة والشعب الأمريكي بفاعلية تفيد المهمة التي أتينا من أجلها. من جهته قال الطالب ثامر المحيميد والذي يدرس مرحلة الماجستير في الاتصال والمعلومات بأن المعرض فكرة جيدة لإيصال الصورة الحضارية عن المملكة وسيقرب وجهات النظر بيننا وبين الشعب الأمريكي. وأشار المحيميد إلى أن الطالب السعودي هو السفير الأول ومن واجبه نقل الصورة الجيدة عن الوطن، فوجودنا هنا بحد ذاته رسالة لا تختلف عن رسالة المعرض من حيث ايصال معان وقيم رائعة تربينا عليها، وهذا كله يصب لصالح تقديم المملكة بأحسن صورة للعالم. كما عبرت الطالبة المبتعثه لدراسة الماجستير في نظم المعلومات الإدارية شيماء الخالد عن سعادتها بالمعرض، وقالت: أعتقد أنه سيقدمنا بصورة أفضل، هويتنا الحضارية مطلوبة لتسهيل التواصل مع مجتمع الطلبة الأمريكي وتسهيل مهمتنا في تحصيل العلم. وأشارت شيماء إلى أن جود المعرض وما يحمله من معانٍ سيسهل مهمة الاتصال والتبادل مع مختلف الأطراف من أساتذة وطلبة وعموم الناس هنا، وفكرة الابتعاث بالأساس تقوم على تحصيل العلم والتبادلية ويسعدنا تقديم حضارتنا العريقة للشعب الأمريكي. كما لم يخف الزوار الأمريكان والأجانب إعجابهم بالمعرض ومقتنياته حيث وصف الزائر كيفين زونير المعرض بالظاهرة، وقال: أرى المعرض ظاهرة بحد ذاته، فقد نشأتُ في المملكة عندما كان أبي يعمل مع شركة أرامكو وجئت اليوم لأرى ما لم أره من قبل وما لم أتوقع وجوده والحقيقة أنني لا أستطيع التعبير عما يدور في عقلي الآن، أشعر أنه علي العودة للعيش هناك من جديد. وأضاف كيفين بقوله: أعتقد أن حضارة مثل هذه حتما أثرت في شخصية المواطن السعودي وهذا الأمر لابد أن يكون محل تقدير الجميع، فعندما يعرف الناس أكثر عن ماضي السعودية فإن هذا سينعكس على طريقة تعاملهم وتقبلهم للسعودية والسعوديين. فيما أكدت الزائرة جيسيكا تيرسي عن دهشتها لما شاهدته في المعرض وقالت بأنها المرة الأولى التي أشاهد فيها مثل هذه القطع الرائعة، مضيفة بأن لديها أصدقاء من المملكة لكنها لم تعرف بأن بلادهم بهذا الثراء، مؤكدة في تعليقها بأن هذا المعرض مثير للدهشة والإعجاب ويستحق الزيارة حقاً. ويعد معرض "روائع ‏آثار المملكة العربية السعودية عبر ‏العصور" الذي افتتحه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بحضور حاكم ولاية بنسلفانيا السيد توم كوربت، في ‏مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا ‏الأمريكية مؤخرا ‏هو المحطة الثانية في الولايات المتحدة الأمريكية بعد العاصمة واشنطن والسادسة دولياً.