×
محافظة المنطقة الشرقية

بالصور ..ضبط «100» ألف حبّة مخدّرة بجمرك حالة عمار #السعودية

صورة الخبر

لا يختلف اثنان أن توماس أديسون (1847-1931)، المخترع الأمريكي، كان أحد نوابغ الزمان. ذلك أن أديسون أسهم في تغيير مسار حياة الناس الذين يعيشون بعده، وبخاصة في اختراعه المصباح الكهربائي، الذي يعد واحدا من جملة مخترعات عظيمة قدمها الرجل للبشرية. غير أن اللافت في حياة هذا الرجل، الذي تعد سيرة حياته، درسا لا في العبقرية فقط، بل في فنون التصميم، والإرادة، والعزم، وتجاوز الصعاب. يروى أن توماس ولد صغير الجسد، ضخم الرأس، فاعتبر طبيب القرية أن هذا الطفل سيواجه حياة صعبة بسبب ذلك. وعندما دخل لصفوف الدراسة الابتدائية، كان الطلاب يصفونه بالمغفل نظير أسئلته التي لا تنتهي، بل إن أحد أساتذته وصفه بأنه بيضة فاسدة، ما جعله يعود لأمه شاكيا من أنه لن يواصل في هذه المدرسة التي لم تتحمل حب التساؤل لديه، فما وقف معه أحد غير والدته، التي آمنت به، ومنحته التقدير، وتصدت للوصف المحبط الذي أطلقه الأستاذ عليه، ووقفت ضده، فقال المخترع عن أمه: «لقد اكتشفت مبكرا في حياتي أن الأم هي أطيب كائن على الإطلاق، لقد دافعت أمي عني بقوة عندما وصفني أستاذي بالبيض الفاسد، وفي تلك اللحظة عزمت أن أكون جديرا بثقتها، كانت شديدة الإخلاص واثقة بي كل الثقة، ولولا إيمانها بي لما أصبحت مخترعا أبدا». عندما تخلى الناس، بما فيهم المدرسة عن أديسون، كانت الأم هي الحضن الدافئ، وطاقة الاستيعاب، ومصدر الثقة. لو لم تقف أم أديسون معه، وتؤمن به، لربما تسرب الإحباط إليه، وانسكب اليأس في داخل نفسه، فمات المبدع فيه، وما استفادت البشرية من عطاءاته. يقول توماس أديسون عن أمه نانسي: «إن أمي هي التى صنعتني، لأنها كانت تحترمني وتثق بي، أشعرتني أني أهم شخص في الوجود، فأصبح وجودي ضروريا من أجلها، وعاهدت نفسي ألا أخذلها كما لم تخذلني قط»! كم من المواهب ذبلت، بسبب التخذيل، وكم من المهارات جف ينبوعها، لأن هناك من كسر المجداف، ولم يحسن الاحتواء، ولم يقم بما قامت به هذه الأم العظيمة. الأمومة وحدها، أعظم سلوك في الدنيا، أما إذا زادت الأم على هذه العظمة وعيا، فإنها تهب البشرية المصباح الكهربائي.. وأكثر!. عكاظ