×
محافظة المنطقة الشرقية

ولي ولي العهد يرأس اجتماع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية

صورة الخبر

وبدأت معارك الجانب الشرقي للموصل في الـ17 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من أربعة محاور بمشاركة أكثر من 100 ألف عنصر أمن من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب وقوات البيشمركة (جيش الإقليم الكردي) وقوات الحشد الشعبي (فصائل شيعية مسلحة) وبإسناد من التحالف الدولي. وكان تقدم القوات سريعا تحت غطاء جوي عراقي ودولي كثيف، دمّر أهداف "داعش" الثابتة والمتحركة وأعطى للقوات على الأرض مرونة بالحركة. وفي اليوم الأول من الهجوم، أعلن الجيش العراقي عن تطهير 350 كلم مربعا ضمن المحور الجنوبي، فيما أعلنت قوات البيشمركة عن تطهير 200 كلم مربع في المحور الشمالي للمدينة. وفي الـ22 من أكتوبر الماضي، أعلن الجيش العراقي استعادته مدينة قراقوش، الموطن الأم للمسيحيين (نحو 20 كلم جنوب شرقي الموصل) وهي أول مدينة ضمن المحور الشمالي للموصل يدخلها الجيش. وازدادت المعارك بين القوات العراقية ومسلحي "داعش"، ضراوة بعد توغل قوات مكافحة الإرهاب، وهي قوات نخبة بالجيش تلقت تدريبات على يد أمريكيين، في الأحياء الشرقية للمدينة لأول مرة في نهاية أكتوبر الماضي. وواصلت قوات النخبة تقدمها البطيء في الأحياء السكنية لكن الجبهتين الشمالية (الفرقة السادسة عشر وحرس نينوى)، والجنوبية (الفرقة المدرعة التاسعة)، كانت بطيئة مما أخر كثيرا حسم المعركة لصالح القوات العراقية. وقال النقيب في الفرقة الـ16 بالجيش العراقي، كمال شاهد الأحمد، للأناضول: "قواتنا خاضت معارك سهلة في الأيام الأولى لانطلاق العمليات العسكرية حتى نهاية أكتوبر". غير أنه استطرد قائلا: "لكن المعارك بدأت تشهد صعوبات في جميع المحاور مع اقترابنا من الأحياء السكنية، حيث هيأ داعش نفسه للقتال وليس للانسحاب كما كان متوقعا من قبل بعض القادة العسكريين". وأضاف الأحمد، أن "قوات المحور الشمالي واجهت مشكلة كبيرة في عمليات التقدم، فالجيش (الفرقة 16) غير مدرب على قتال الشوارع وليس لديه خبرة كبيرة في هذا المجال، على عكس قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية، التي اشتركت في الكثير من المعارك ضد التنظيم، خصوصاً في محافظة صلاح الدين وكانت هناك حرب شوارع". وفي السابع من كانون الأول/ديسمبر، مُني الجيش العراقي بأول هزيمة عندما توغلت قوات الفرقة المدرعة التاسعة، لأول مرة، في الجنوب الشرقي وسيطرت على أجزاء عدد من الأحياء السكنية، كان ضمنها مستشفى السلام وهو واحد من خمس مستشفيات رئيسية بالمدينة. لكن القوات انسحبت تحت وطأة هجمات مضادة عنيفة لمسلحي "داعش" أوقعت خسائر فادحة في صفوف الجنود والمركبات العسكرية. وبينما كانت المعارك داخل الموصل في أوجها، واصلت قوات الشرطة الاتحادية والبيشمركة والحشد الشعبي التقدم، واستعادة البلدات والمدن والقرى في أطراف الموصل، باستثناء عدة مناطق في الغرب، من بينها، بلدة تلعفر الواقعة على بعد نحو 60 كيلومترا. وتوقفت العمليات العسكرية لأول مرة في منتصف كانون الأول/ديسمبر لمدة عشرة أيام تقريبا، أعادت القوات العراقية خلالها تعزيز صفوفها وزجت بنحو أربعة آلاف من قوات الشرطة الاتحادية في المحور الجنوبي الشرقي لدعم قوات الفرقة المدرعة التاسعة. وعندما استؤنفت العمليات العسكرية مجددا في أواخر الشهر الماضي، اكتسبت زخما إضافيا وتوغلت القوات لأول مرة في المدينة من المحورين الشمالي والجنوبي، واستعادت الأحياء السكنية الواحد تلو الآخر من مسلحي التنظيم. عدي محمد، ضابط الجيش العراقي برتبة نقيب، قال للأناضول، إن "القوات كانت تواجه صعوبات في التوغل بالأحياء السكنية نتيجة المقاومة الشرسة من مسلحي داعش وتمركزهم بين المدنيين". وأوضح أن "اكتظاظ الأحياء السكنية بالمدنيين قيد الجيش ولم تتح له استخدام الأسلحة الثقيلة، فضلا عن عدم إمكانية شن هجمات جوية بالشكل المطلوب". وأضاف محمد، أن "القوات العراقية اكتسبت الخبرة مع مرور الأيام في المعركة وخاصة صد هجمات التنظيم بالسيارات المفخخة التي كان يخفيها بين الأزفة الضيقة المكتظة بالمدنيين". وسقط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين بصورة شبه يومية، خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة، جراء المعارك وسيارات "داعش" المفخخة والقصف المدفعي والجوي. ورغم ذلك فضل الكثير من المدنيين البقاء في منازلهم وتجنب مشقة النزوح، وسط أجواء شديدة البرودة، حيث انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصفر. وقبل بدء الهجوم، كانت التوقعات تشير إلى أن نحو مليون مدني قد يفرون من المدينة من أصل مليون ونصف المليون. ووفق آخر أرقام وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، فإن 189 ألف مدني فروا من الموصل والمناطق المحيطة بها منذ بدء الهجوم، جرى إسكانهم في مخيمات أنشأتها الحكومة العراقية والأمم المتحدة وحكومة الإقليم الكردي قرب الموصل. وعندما كان تنظيم "داعش" يخسر في الجانب الشرقي، تمكن الكثير من مقاتليه من الفرار نحو القسم الغربي للمدينة، لاسيما المقاتلين الأجانب، وهو فصل جديد يتوقع أن تواجه فيه القوات العراقية مقاومة عنيفة من التنظيم الإرهابي. ولم يعّلن الجيش العراقي على مدى الأشهر الثلاثة الماضية من القتال ضد تنظيم "داعش" عن حجم خسائره بالمعدات والأرواح، ويرجعه مختصون إلى أن إعلان عدد القتلى قد يتسبب بتأثيرات سلبية على معنويات المقاتلين ويؤثر على طبيعة المعارك. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.