خيم التوتر على مفاوضات أستانة في يومها الأول، الإثنين، وأخفقت جهود روسية – تركية إيرانية في جمع المفاوضين إلى طاولة واحدة، في وقت كثف ممثلو الدول الثلاث جهودهم لإنقاذ المفاوضات والاتفاق على بيان ثلاثي يصدر في نهاية المفاوضات مساء اليوم، وسط خلافات بين هذه الدول على بعض فقراته ورفض فصائل سورية معارضة أن تكون إيران «دولة ضامنة» لاتفاق وقف النار وآلية مراقبته. ويرى خبراء سياسيون في موسكو، أنه رغم الخلافات المتصاعدة حول جدوى المؤتمر وتأثيراته المحتملة على الجهود المبذولة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، إلا أن ذلك لا ينفي أن المؤتمر قد يُمثل خطوة مهمة في سبيل الانتقال من المواجهات العسكرية إلى المفاوضات السياسية بين مختلف الأطراف الفاعلة في سورية، باستثناء تنظيم داعش، وجبهة فتح الشام، إذ يهدف المؤتمر بصورة رئيسية إلى تكريس وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في 30 ديسمبر/ كانون الأول 2016. ومن المقرر عقد مؤتمر صحفي، مساء اليوم الثلاثاء، للإعلان عن الوثيقة المشتركة، التى سوف تتضمن أهم ما توصلت إليه الأطراف المشاركة بشأن الإلتزام بالوقف الشامل لإطلاق النار، والذي ينطبق على مختلف القوى المسلحة الموجودة على الأراضي السورية، فيما عدا التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها «داعش»، والعمل من أجل تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية. البيان الختامي وبينما تكثفت المفاوضات بين وفود روسيا وإيران وتركيا لإقرار مسودة البيان الختامي، وعلم الغد، أنها تتضمن الانتقال من المواجهات العسكرية إلى المفاوضات السياسية بين مختلف الأطراف الفاعلة في سوريا، و«لا حل عسكرياً للصراع في سورية، والاستعداد لتحقيق تسوية سياسية سلمية».. وتأكيد «إنهاء الصراع في سورية من خلال حل سياسي عبر عملية انتقال سياسية يقوم بها ويقودها السوريون».. ونصت مسودة البيان الختامي على إنشاء آلية ثلاثية الأطراف لمراقبة وضمان الالتزام التام بوقف النار، ومحاربة «داعش» و «جبهة النصرة» فتح الشام وكان خلاف حاد قد برز أمس الإثنين، على آليات المفاوضات ودور الأطراف الإقليمية فيها.. وتمسك وفد المعارضة بمطلب حصر الحوار في تثبيت وقف النار ووضع آليات محددة لمراقبة التنفيذ واتخاذ إجراءات عقابية بحق الأطراف التي تنتهكه، ورفض ذكر إيران كدولة ضامنة في أي اتفاق، إضافة إلى مناقشة وقف إطلاق النار حصراً من دون تناول الجانب السياسي. فصائل معارضة تجمد أية علاقة بمفاوضات اللأستانة من جهة أخرى، وهلى هامش مباحثات آستانة، أصدر الجيش السوري الحر بيانا جاء فيه تعليق كل المشاورات المرتبطة بمفاوضات الأستانة، وتجميد كل اللقاءات المرتبطة باتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حتى تتوقف خروقات النظام. وجاء في البيان، أن الفصائل العسكرية للثورة السورية والموقعة على اتفاق أنقرة ملتزمة بوقف إطلاق النار في عموم الأراضي السورية باستثناء المناطق الخاضعة لتنظيم داعش، وتعهد الطرف الضامن بإلزام نظام الأسد والميليشيات التابعة له بالاتفاق، لكن النظام وميليشياته استمروا بخرق الهدنة، وقاموا بخروقات كثيرة منها في وادي بردى، وريف حماة، والغوطة الشرقية، ودرعا. وتابع البيان، أن خروقات النظام ما زالت مستمرة، وهي تهدد حياة آلاف السوريين، لذلك أعلنت الفصائل المعارضة تجميد أي محادثات لها علاقة بمفاوضات أستانة أو أية مشاورات مترتبة على اتفاق وقف النار حتى تنفيذه بالكامل. شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)