×
محافظة المنطقة الشرقية

مهرجان الأمير سلطان العالمي للجواد العربي ينطلق اليوم

صورة الخبر

ولاية ماساتشوستس هي مهد الثورة الأميركية. وعلى أرضها وقعت أهم المعارك في أولى سنوات الثورة، أي عام 1775. وكان أهم قادة الثورة، المحامي الشهير جون آدامز وابن عمه المحامي الآخر صموئيل آدامز. وحتى يومنا هذا يوجد بضعة عشر رجلاً وامرأة من سلالة آدامز منتشرين في ولايات كثيرة. تخرج جون آدامز من كلية القانون في جامعة هارفورد. وتم اختياره ليمثل ولاية ماساتشوستس في الكونغرس القاري الثاني. وأدى دوراً مهماً في إقناع أعضاء الكونغرس بإعلان الاستقلال، كما ساهم أيضاً مع توماس جيفرسون في صياغة وثيقة إعلان الاستقلال. لم تمنعه شدة تأييده للاستقلال ودوره القيادي في تنظيم الميليشيات التي حاربت المحتل من الدفاع عن الجنود البريطانيين الذين اتهموا بقتل خمسة مدنيين في عام 1770 حتى حصل على تبرئتهم من التهم التي اتهموا بها. وكان الكثيرون من أعضاء الكونغرس القاري الثاني، الذي أعلن الاستقلال، يستشيرون آدامز في وضع هيكلية لحكومات ولاياتهم المحلية. وكان يكتب ما رآه ويبعثه إلى زملائه، كل على حدة، ممن استعانوا به. ثم تمت كتابة ملخص هذه الآراء في كتيب بعنوان «أفكار عن الحكم». وما جاء في هذا الكتيب هو ما تم بموجبه تأسيس حكومات كل ولاية من الولايات الأميركية منذ وقت إعلان الاستقلال وحتى يومنا هذا. اقترح آدامز لكل ولاية جهازاً تنفيذياً يمثله حاكم أو محافظ منتخب، وجهازاً تشريعياً، يتكون كنظيره الفيديرالي من غرفتين إحداهما مجلس للنواب والأخرى مجلس للشيوخ، وجهازاً قضائياً يرشح أعضاءه حاكم الولاية ويعرض على مجلس شيوخها لاعتماده أو رفضه. وما اقترحه آدامز وطبقته كل ولاية من صغيرة، لا يزيد عدد سكانها على نصف مليون، كمونتانا ويومينغ، أو كبيرة، تجاوز عدد سكانها عشرات الملايين ككاليفورنيا وتكساس، هو ما طبقته حكومة الولايات المتحدة الفيديرالية، كما تم تفصيله في المقالات التي تم نشرها عن واشنطن وهاملتون وجيمز ماديسون وجون جيا. وفي عام 1778 اختاره الكونغرس سفيراً للثورة في فرنسا. وساعد في اتفاق للتبادل التجاري بين فرنسا والولايات الأميركية. ثم صار سفير أميركا إلى هولندا. ونجح في إقناع كبار التجار وكبار الأثرياء الهولنديين بالبيع إلى أجل للتجار الأميركيين أو حتى لحكومات الولايات. والقدرة على توفير القروض كانت في غاية الأهمية للأميركيين لأن الزراعة كانت من أهم النشاطات الاقتصادية في بلدهم. والتجار الأميركيون يوفرون للمزارعين ما يحتاجونه بحيث يتم الوفاء من المزارعين في وقت الحصاد. وتوفير السيولة للتجار من الهولنديين، يساعد التجار الأميركيين بدورهم على توفير السيولة للمزارعين الأميركيين ليتمكنوا من شراء البذور والآليات وغيرها من حاجاتهم اليومية. هاجر أجداد آدامز إلى مستعمرة ماساتشوستس قبل إعلان الثورة بنحو 150 سنة. ولذلك لم يجد الكونغرس من الرواد المؤسسين غير آدامز من يمكن أن يكون أميركياً وابناً أميركياً وحفيداً أميركياً، لتعيينه سفيراً في بريطانيا الذي كان منصباً حساساً لأن الأميركيين يودون أن يقولوا: أياً كانت أصول أجدادنا، فنحن أميركيون قبل وبعد أي اعتبار آخر. وقال آدامز حينما قدم اعتماده لملك بريطانيا: أتقدم إليكم بصفتي أميركياً لا يعرف قريباً يمت له بصلة خارج الولايات الأميركية. وفي عام 1789 تم انتخاب جورج واشنطن رئيساً بـ 69 صوتاً هي جميع أعضاء «الهيئة الانتخابية». وأتى بعده بـ 34 صوتاً، جون آدامز، فتم اختيار آدامز كأول نائب للرئيس الأميركي. (هذا النظام تغير الآن، إذ يتم انتخاب المرشح للرئاسة ومن يختاره نائباً له من كل ولاية على حدة أولاً). وبعد انتهاء فترة الولاية الثانية لجورج واشنطن في 1797، ورفض الترشح لفترة ثالثة، تنافس فيلسوف الثورة وصاحب العبارات المجلجلة، توماس جيفرسون، الذي أراد إضعاف الحكومة الفيديرالية وإعطاء مزيد من النفوذ لحكومة كل ولاية على حدة، ضد جون آدامز، الذي سبق أن دعم واشنطن وهاملتون وماديسون في كتابة الدستور الذي أعطى الجهاز التنفيذي الفيديرالي صلاحيات السياسات المالية والنقدية والعلاقات الخارجية بما فيها الاتفاقات التجارية. في ذلك الوقت كان يتولى الرئاسة من يفوز بأكبر عدد من أصوات الهيئة الانتخابية، ومن يفوز بالعدد الأقل مباشرةً من عدد أصوات الرئيس، يصير نائباً للرئيس. فاز آدامز بـ 71 صوتاً، وصار الرئيس، وحصل جيفرسون على 69 صوتاً وصار نائباً للرئيس. زاد عدد أصوات الهيئة الانتخابية، عما كانت عليه الحال وقت انتخاب واشنطن بسبب زيادة عدد السكان وزيادة عدد الولايات. وبعد انتهاء الفترة الرئاسية الأولى، رشح آدامز نفسه لولاية ثانية، غير أن نائبه جيفرسون حصل على أكبر عدد من الأصوات وصار رئيساً. كان مؤيدو آدامز يفضلون عليه ألكسندر هاملتون، غير أن خلفية هاملتون الاجتماعية المتواضعة (ابن امرأة فقيرة مطلقة) حالت دون ذلك. (لم يكن اشتراط الولادة على الأراضي الأميركية شرطاً من الشروط الضرورية للترشيح للرئاسة، كما هي عليه الحال في عصرنا هذا). ويرى أكثرية المؤرخين المحدثين أن آدامز كان رئيساً موفقاً. غير أن غالبية أعضاء الكونغرس في ذلك الوقت فضلت جيفرسون، ربما بسبب صراحة وشفافية آدامز وتكتم جيفرسون ومحاباته، ومجاملته أعضاء الكونغرس الذين أتت منهم غالبية أعضاء الهيئة الانتخابية. وللموضوع بقية.     * أكاديمي سعودي.