من أبرز أسباب الفَـسَـاد في المشروعات الـخَـدَمِـيّـة وتعَـثّـرها (عقود الباطِـن)، وانتقالها من شركة كبرى، وهَــامُـور أكبر إلى أصغر، وهكذا، وكُـلٌ يأخذ نصيبه من (الـهَـبْـرَة) حتى يصل الـتَـنفيذ الفِـعلي إلى مؤسسة صغيرة بمبلغ مالي لا يمكنه أن يَـفِـي بمواصفات المشروع؛ والنهاية المأساوية بعد ذلك: إما تعَـثّـر المشروع أو سوء تنفيذه!! ولأننا لا نتعلم من الدروس والتّـجارب هاهي مأساة (الـبَـاطِـن) تتكرر لكن بنموذج آخَـر؛ وضحية جديدة هي الشّـبَـاب السّعَـودي. فهناك شركات ومؤسسات كبرى رغم أنها تحقّق المليارات سنوياً من خيرات هذا الوطن؛ ولكنها لتخفيف مصروفاتها، وزيادة غَـلّـة أرباحها، وللتخلّـص من الوظائف الرسمية ذات الرواتب العالية، وأيضاً للتّـحَـايل على برامج السّـعْـوَدَة؛ فإنها تتعاقد مع شركات مُـشَـغِـلة لبرامجها، وتلك تستغِـل حاجات الشباب للعمل فتُـلْـزِمُـهم بعقود ظالمة ذات أجور زهيدة وشروط مجحِـفَة، وبيئة عمَـل طاردة؛ وهذا ما أكده لي طائفة منهم!! وبذلك بَـاعَـت الشركات الكبرى جُـهْـدَ وعَـرَق الشباب السعودي المسكين لشركات أو مؤسسات أصغر، تزيد من أرباحها على حساب أولئك الغَـلابَـى !! ولِتَـتَـكَـرّر فصول معاناة أبنائنا المتعاقدين مع بعض شركات الأمن الخاصة، الذين يعانون من قلة الرواتب، وغياب البدلات والحَـوافِـز، وظروف العمل الطويلة، والخَـطِـرَة والقاسية صيفاً وشتاءً؟! فأين وزارة العمل من مراقبة تلك العقود؟! وأين لجان حقوق الإنسان من استغاثة أولئك الطيبين؟! وأين هيئة مكافحة الفَـسَاد؟! فهذه المُـمَـارَسَـة أجزم أنها صورة من صُـور الفَـسَـاد والاتّـجَـار بالـبَـشر ؟! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain