في بادرة إنسانية، وابتغاء وجه الله تعالى، وطلبًا للأجر من المولى - عز وجل -، ضرب المواطن محمد عقلا السبيعي العنزي أروع الأمثلة في ذلك؛ إذ تنازل عن قاتل ابنه "بسام" - رحمه الله - "عبدالحميد دواس الحسني العنزي"؛ إذ سجَّل تنازله رسميًّا دون مقابل، وطلبًا للأجر من الله سبحانه وتعالى. وقد تم التنازل بحضور عدد من مشايخ القبائل. وبعد توثيق التنازل قال والد القتيل العنزي: "الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه. تنازلي كان لوجه الله تعالى؛ فلا مال ولا عقار يكون عوضًا في ابني الشاب بسام - رحمه الله -. وهذا قضاء الله وقدره". مبينًا أنه "كانت هناك مشاجرة، قدر الله فيها أن يقضي ابني فيها، وهو أمر كان مفعولاً، وهذا من الرضا بقضاء الله وقدره". مؤكدًا أنه رفض الأموال مبتغيًا ما عند الله فقط. وقال خالد الراكان المرشد، بعد أن أثنى على شهامة المتنازل، وتجاوبه مع مساعي الخير: "إن ما عند الله خير وأكبر من كل مكاسب الدنيا". سائلاً الله أن يتقبل من الجميع صالح الأعمال، ومشيرًا إلى أن هذا الفعل الكريم ليس بمستغرب على أبناء قبيلة عنزة الذين دائمًا ما يتسابقون على فعل الخير، وداعيا الله أن يحمي الوطن وقيادته، وأن يديم هذه اللحمة المتينة بين مختلف فئات المجتمع السعودي المتكاتف - بإذن الله -. فيما قال رجل الأعمال خالد بن زيد الرويضان القماصي: إن تنازل والد القتيل لوجه الله تعالى عمل عظيم، وأجره كبير في الدنيا والآخرة، وهو بادرة إنسانية نبيلة. مبينًا أن العفو والصفح من شيم الرجال، وسائلاً الله تعالى للفقيد الرحمة والمغفرة.