«بقعة سوداء» تستنفر أرصاد القطيف 03-24-2014 02:08 AM متابعات أحمد العشرى(ضوء):لم تكد شواطئ مدينة سيهات (محافظة القطيف) تطوي صفحة البقعة الوردية» التي ظهرت قبل نحو 10 أيام، حتى ظهرت أمس بقعة سوداء»، ترجح الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أن تكون «مواد بترولية». وتوعد المتحدث باسمها الدكتور حسين القحطاني بـمحاسبة المتسبب في ظهورها كائناً من كان كما قال مساء أمس : إذ عادت مشكلة «المياة الملوثة» في شاطئ سيهات أمس إلى الواجهة من جديد، وذلك بعد أن شوهدت يوم أمس «بقع سوداء» بجانب أنابيب الصرف الصحي، فيما تزامنت هذه المادة مع رائحة قوية أسهمت في نفور المتنزهين في أول أيام إجازة الربيع». وقام أحد المتنزهين برصد هذه المادة «وهي مادة مائلة إلى السواد في المنطقة ذاتها التي انتشرت فيها المادة ذات اللون الوردي قبل نحو 10 أيام. وقال المتنزه : «إن رائحة المادة تشبه رائحة مياه الصرف الصحي». وقال ماجد آل طويلب، الذي نشر فيديو يبين موقع الحادثة على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «إن البقعة تمتد على مسافة كبيرة من الكورنيش، علماً بأن المتنزهين لا يفصل بينهم وبين أنابيب التصريف الملوثة سوى بضعة أمتار فقط». فيما قال عبدالله آل كبيش: «إن المادة كانت واضحة من بعد صلاة الظهر ولم نلحظ أي تحرك من أي جهة مسؤولة، وأسهمت رائحتها في نفور العديد من المتنزهين والذين فضل بعضهم تغيير مكانه، فيما فضل البعض الآخر الهروب من الشاطئ»، مشيراً إلى أن الرائحة «سيئة للغاية وهي أشبه ما تكون بالروائح التي تنبعث من المصانع في المدن الصناعية». وكانت المنطقة ذاتها شهدت قبل نحو 10 أيام ظهور بقعة وردية اللون، انتشرت على مساحة شاسعة من شاطئ سيهات، في الوقت الذي أخلت أمانة المنطقة الشرقية والمديرية العامة للمياه مسؤوليتهما عن تسرب المياه الملوثة إلى البحر، في منطقة تتداخل فيها حدود مدينتي الدمام وسيهات، وزع المحتشدون بكثافة حول البقعة تهمة «التقاعس وعدم فرض عقوبة صارمة» على كل الجهات الحكومية، لافتين إلى «تكرار حوادث سوء استخدام قنوات الصرف الصحي، ما أدى إلى سكب مواد يعتقد أنها كيماوية مجدداً، في قنوات تستخدم للصرف الصحي، أو الزراعي، أو مياه الأمطار، ما أدى إلى حدوث تلوث بيئي، لا يعرف من المتسبب فيه حتى الآن». بدوره،رجح المتحدث باسم الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور حسين القحطاني، بحسب صحيفة «الحياة»، أن تكون هذه المواد «مشتقات بترولية»، مشيراً إلى أنه «لم تصل للأرصاد أي ملاحظة عن هذه البقع حتى الآن»، موضحاً أن «المادة الوردية التي شوهدت في ذات المكان كانت عبارة عن مشتقات بترولية تم تسريبها عبر أنابيب المياه الخاصة بالحدائق أو مجرى تصريف الأمطار»، مشككاً «بقيام العمالة المسؤولة عن النظافة عن استخدام مواد بترولية وضخها عبر هذه الأنابيب، حيث لم تكن عبر أنابيب الصرف الصحي». وعن موقف الرئاسة من الجهة المسؤولة عن هذا التصرف، قال: «موقفنا متشدد، وأصبحنا نتهم مباشرة من دون مجاملة. ورفعنا مسألة العلاقات الحكومية ومجاملاتنا بها، واتضح ذلك في مسألة المياه الوردية، حيث كنا صريحين بشكل كبير ووضحنا كل القضية». وأبدى القحطاني استغرابه من تصريح البلدية بإرسالها طبيبين بيطريين للكشف عن هذه المادة متسائلاً: «كيف يمكن للبلدية أن تبعث طبيبين بيطريين لأخد عينة من هذه المادة، هذا أمر مخجل». وعن تشكيك إحدى الجامعات في نتائج الأرصاد بخصوص المادة الوردية، قال: «الموضوع في مصلحة المواطن والمجتمع. ومن المفترض أن تعلن هذه الجهة نتائجها، فالقضية ليست مزايدة لكن هي تضرر أحد المرافق، ويجب أن تتكاتف الأيادي لحلها». فيما أكد أن «الاشتراطات تلزم المتسبب بإعادة تأهيل المنطقة المتضررة بالكامل سواء كان هذا المتسبب جهة حكومية أو أهلية، إضافة إلى فرض غرامة بحسب نوع الضرر». تلوث ويعد زيت النفط من أهم مصادر التلوث البحري، فالمكونات الثقيلة من بقعة الزيت غير القابلة للتطاير ولا للذوبان تظل طافية فوق سطح الماء لمدة طويلة، وتتحول إلى كتلة سوداء متفاوتة الأحجام تعرف باسم «كرات القار» Tar Balls التي تضر بالشواطىء والمياه وكل الكائنات الحية في المسطحات المائية. الملوثات النفطية في أي حالة من حالات انسكاب النفط يتم تحرير مجموعة كبيرة من المركبات «الهيدروكربونية» بنسب متباينة. وتشمل المكونات النفطية القابلة للذوبان في الماء (من الزيوت الخام والمنتجات المكررة) مجموعة من المركبات، التي تتصف بكونها سامة ـ بدرجات مختلفة ـ وتضر بكثير من الأحياء والنباتات المائية، التي تتباين من حيث درجة حساسيتها للتلوث النفطي، ويعتمد ذلك على كثير من العوامل، أهمها عاملان: ـ عمر الأحياء المائية ودرجة نضجها، ويعد البيض واليرقات والأحياء الصغيرة السن ـ بوجه عام ـ أكثر حساسية من الأحياء البالغة. ـ طبيعة الملوثات النفطية ومدى سميتها وقت تعرض الأحياء المائية للتلوث الناجم عن البقع النفطية، إذ يختلف تركيز «الهيدروكربونات» في الصيف عن الشتاء كما تختلف «اللزوجة» بفعل تأثير حرارة الجو. ونظراً لأن زيت النفط أخف كثافة من الماء، فإنه يكوّن طبقة رقيقة تنتشر وتطفو تدريجياً فوق سطحه لتشكل طبقة عازلة تمنع تجدد الأكسجين، ما يؤدي إلى هلاك كثير من الأحياء المائية نتيجة الاختناق، لأن الموت اختناقاً هو أكثر الأخطار التي تهدد الأحياء البحرية عند حدوث البقع النفطية التي تتسع رقعتها بمرور الوقت بفعل الأمواج والرياح وتلوث الماء بالمواد السامة بدءاً من السطح وصولاً إلى قاع البحر، وقد يصحبها نوع آخر من التلوث يشبه التلوث الكيميائي. 0 | 0 | 4