العنوان يحمل أهم أمرين لحياة الإنسان والمجتمع بعد الصحة والأمن، إذا تريد التحدث عن المستقبل، الناتج الوطني، البطالة، الفساد، الجريمة وغيرها فأنت قطعاً ستتحدث عن التربية والتعليم لأنها المدرسة التي تُعد الأم والأب وبناء عليه تأتي النتائج في مختلف سلوك المجتمع. لن أتحدث عن المناهج مع جُل أهميتها ولكن في نظري تكمن الخطورة في الوسيلة التي يتم من خلالها إيصال ما في المنهج الدراسي والإنساني عموماً للنشء الذي تبنى لبنات أفكاره من شخصية ونوع مدخلات المعلم/المعلمة لأنهما المعمل الذي يستطيع أن يأتي بأفضل مخرجات المناهج لتتحول في فكر الطالب/الطالبة لمعلومة مفيدة تصنع الإنسان الطموح أو صاحب عقل ملفوح. ليس سراً أن لدينا مدرسين بعضهم غير مؤهل والآخر مؤهل ولكن توسد الاستهتار لأسباب متعددة، ولكي تُصلح غير المؤهل يجب أن تُعرفه أولاً أنه كذلك وتعطيه فرصة وجرعات تدريبية تؤهله لهذا العمل المهم، وبالنسبة للمستهترين لابد من فرض نظام التقييم، ليس ذلك الذي يعده مدير المدرسة أو المشرف الذين يحتاجون هم أيضاً له بل يتم من خلال العميل المتلقي للخدمة وهو الطالب والطالبة وبطريقة مقننة طالما أننا في زمن التقنية. لابد أن يعي المعلم أن هنالك تقييم عملي من خلال كمرات توضع في أماكن مختلفة من المدرسة، لابد أن يضع الطالب رأيه في المعلم إلكترونياً وبدون كشف اسم الطالب ومن خلال أسئلة توضع بعناية بحيث يتم ترجمة الإجابات إلى نقاط تُعرف للمعلم نفسه على مستوى التربية والتعليم، كذلك يتم ربط الوالدين الراغبين في المشاركة بمداخلات تعكس مدى رضاهم، ملاحظاتهم من المعلومات التي يتلقونها من الطالب ليتم إدراجها في نظام بنفس الطريقة السابقة إلكترونياً. طبعاً كل هذا لن يأتي بنتائج إذا كان المتميز لا يكافأ والسيئ لا يعاقب ويُبعد، هذه قاعدة بشرية عرفها خالق البشر سبحانه بحيث جعل مهمة الرسل تنحصر في (بشير ونذير) وهي كذلك نظرية إدارية دائماً ما تؤتي ثمارها إذا ما طبقت بدون عواطف ومجاملات وبشكل يجعل المدرس يطور من نفسه ليبقى في المدرسة أو المدينة ولكي يزيد دخله من المكافأة النقدية وليست الشهادات الورقية والدروع، ويتأكد المهمل أنه لن يطول به الوقت وإن كان راضياً لعدم حاجته للزيادة المالية بأن هنالك تنقلات إدارية أو شيك برونزي يرسله إلى مكتب العقار الذي يستهويه أو الحراج الذي يجد نفسه فيه ولا حاجة للتعليم في بقاء هذه الأشكال إذا أردنا أن نصنع أبطالا وليس شبابا لا يجيد غير (الهز) على الطبال يهوي الاستعراض بفكر بطال أو يحترف التكفير ويسكن الجبال. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال - بريطانيا