كشف المشرف العام على الملتقى مدير عام الشؤون الفنية بالهيئة الملكية بالجبيل المهندس أحمد البلوي عن تقرير يؤكد أنه في عام 1940م لم يمثل سكان المراكز الحضرية أكثر من 15 في المائة بعدد مراكز حضرية لا يتجاوز 10 مراكز أكبرها حجما مدينة مكة المكرمة في حين أنه في عام 1970م بلغت نسبة السكان في التجمعات الحضرية 49 في المائة بعدد مراكز حضرية 93 مركزا إلى أن وصلت عام 2000م إلى 80 في المائة، وحسب التعداد الأخير عام 2010، فإن عدد المراكز الحضرية 245 مركزا بنسبة 83 في المائة من السكان. جاء ذلك خلال ملتقى الجبيل الدولي الثاني لتخطيط المدن في الجبيل الصناعية الذي افتتحه الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل الصناعية الدكتور مصلح العتيبي نيابة عن رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان أمس تحت شعار «التحديات المستقبلية لتخطيط المدن» والمعرض المصاحب له بحضور ومشاركة أكثر من 300 شخصية من الخبراء والمتخصصين والمهتمين في تخطيط المدن محليا وإقليميا وعالميا. وأضاف البلوي: أن ما نسبته 56 في المائة من سكان المنطقة العربية البالغ عددهم 357 مليونا يعيشون في مراكز حضرية، متوقعا أن ترتفع النسبة في عام 2050م إلى حوالى 68 في المائة. وذكر التقرير أن نشوء معظم عمليات النمو الحضري تم تسجيلها في المناطق المحيطة بالمدن الرئيسىة للدول العربية وذلك على الرغم من تسجيل المدن المتوسطة أو الثانوية لأسرع معدلات النمو. وأكد البلوي في كلمته أثناء حفل الافتتاح أن الملتقى يأتي في ظل تحديات حقيقية تواجهها مدن العالم أجمع فمعدل التحضر في ازدياد مستمر، مضيفاً بأن تقارير منظمة الأمم المتحدة تشير إلى أن مستوى التحضر الآن بلغ ذروته إذ وصل إلى أكثر من نصف سكان العالم. وأشار إلى أن الأرقام تبرز التحدي الذي تواجهه المدن مستقبلا باعتبار أن النمو السكاني والتحول الحضري يشكل ضغطا كبيرا على المدن والمراكز العمرانية، ويتطلب المزيد من المساحات الحضرية والحاجة إلى شبكات ضخمة من البنية التحتية مقرونة بخدمات كافية، كما تتضح الحاجة في خلق وظائف حضرية وسوق عمل يستوعب راغبي العمل، والتحدي الأكبر يتمثل في إيجاد إدارة حضرية تدير هذه المدن بكفاء وذكاء ومرونة. ونوه البلوي في ختام كلمته إلى أن الملتقى سيطرح على مدى يومين 27 ورقة عمل خلال 5 محاور تلامس قضايا تخطيط المدن وهي التنمية الشاملة، وإدارة نمو المدن وتخطيط النقل والمواصلات، والاقتصاد الحضري والتنمية والتصميم الحضري، وصولا إلى مساعدة المخططين وأصحاب القرار على تحقيق تنمية مدنية تواجه الصعاب والتحديات. بعد ذلك انطلقت ورش العمل والمحاضرات في الملتقى إذ شملت الجلسة الأولى التي تحدث بها «قاي كاستلين بيري» عن التخطيط والتصميم من أجل الصحة والاستدامة، في حين تناول «باول بومستيد» وجميل السوقي مهندس التخطيط في أرامكو السعودية ملف التنمية العمرانية في مجتمعات شركة أرامكو، واستعرض «براين بيرن» الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات الأوروبية موضوع إدارة المخلفات الطبية، فيما تناول الدكتور إيهاب فودة من أحد مكاتب الاستشارات الهندسية آليات التغلب على موانع التطبيقات المتجددة في منطقة الخليج وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية. أما الجلسة الثانية فكانت عن إدارة نمو المدينة، وتحدث فيها الدكتور «جايبر كاشتشادشان» من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وعبدالحكيم الرشودي من أمانة القصيم، والدكتور بندر النعيم من شركة للاستشارات الهندسية، و «باول ارتشر»، وأمين منطقة الأحساء المهندس عادل الملحم، وتطرق «هارالد برينر» من إحدى شركات الاستشارات الهندسية والتطوير العقاري إلى التنمية الحضرية في ألمانيا وأوروبا.