×
محافظة المنطقة الشرقية

احتفالية المعاقين بالمدينة تستعيد رقصة الرجيعي وزفّة زمان

صورة الخبر

خرجنا من المسجد الحرام ليل الجمعة الماضي 13 جماد الأولى وفي الطريق صادفنا أرتالا مخيفة من الدراجات النارية جاوز عديدها المئة، لكل قائد دراجة رديف، يتداخلون مع السيارات ويزاحمونها، ويتكتلون عليها، ويرشقون قائدي المركبات بالسباب،إن هم اطلقوا أبواق مركباتهم تحذيراً، أشكالهم لا توحي بالاطمئنان، من النفق وحتى تقاطع أم القرى مع الحرمين المسافة تتجاوز خمسة كلم لم يعترضهم أحد، ولم يلتفت أحد لتجمهرهم عند الاشارة وبثهم الفوضى والرعب في قلوب مستخدمي الطريق واصرارهم على مخالفة كل أنظمة السير، وحق الطريق قبل حقوق المارة والمستخدمين، أليس معيباً في حق المدينة المقدسة ترويع الزوار والمعتمرين؟ معرض الكتاب .. استكمل الأسبوع الماضي: لا أعيب ولا أرفض معرض الكتاب، واحرص على زيارته سنوياً، ولكن أسعى إلى أن يكون تظاهرة ثقافية تليق بالعاصمة وإنسان الوطن، واطالب بتغيير منهجي، وابعاد مسؤولي وزارة الثقافة عن المعرض، وتسليم الأمر لشركة متخصصة، وتحويل المعرض إلى رافد استثماري مماثل لباقي المعارض في العالم العربي قبل أن نحلم بما هو أبعد، يتباهون بمنع الكتب الورقية ويتناسون وجودها على المواقع الإلكترونية وبدون تكاليف، نحن نحتاج رؤية ترسيخ للقيم والمفاهيم إن وجدت، المغالين لم يتفاعلوا مع الوقت مازالوا منغمسين في أنفسهم، رئيس الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات الدكتور حسن السريحي صحيفة المدينة - 18587 يشير إلى إمكانية تحويل المعرض " تظاهرة ثقافية كبرى بشرط تحوله إلى صناعة، تقوم على أسس علمية، وتدار من قبل مختصين بشئون المعارض، وليس المثقفين، الاقبال ليس مقياساً للنجاح، هناك عوامل أخرى" وهو انتقد الأندية الأدبية التي لا تمثل أوجه الثقافة .. وأقول وزارة الإعلام وفي ظل غياب المؤسسات المدنية حولت الأندية "إلى أوصياء على قاصر"، والإبداع يحتاج فضاء لا بيروقراطية موظف، ورئيس نادي معتل نفسياً لا تجده إلا مختلفا مع الكل، ليبقى وحيداً مسيطراً على القرار، ثم ما جدوى مشاركة الأندية في معرض الكتاب، هي لم تحقق أي نوع من الصلات بالمجتمع سوى في دائرته الأولى المستفيدين، رحم الله الأستاذ محمد صادق دياب جمعنا في المقهى الثقافي للنادي الأدبي في جدة (خلال فترة مضت ولن تعود) لأنه تلمس بحس مختلف جفاء العلاقة بين النادي والمجتمع، فكسر رتابة الغياب بموضوعات وأطروحات مختلفة، اضطررنا معها على التفاعل، الأندية الثقافية مرحلة عفا عليها الزمن وتحتاج إلى رؤية تنظيم ليس لوزارة الثقافة والإعلام والمثقفين وأدعياء الثقافة علاقة بها، مؤسسة مدنية تحكمها القوانين، منبرا للجميع في شتى مناحي المعرفة. أيضا لا أجد معنى لمشاركة بعض المؤسسات الرسمية في المعرض هي اخفقت في الوصول إلى المستفيدين منها بكل السبل، فعمدت إلى التظاهر أمام المشاركين في المعرض بالحياة. نحن سنظل نستورد المعرفة، لم ننتقل بعد إلى المرحلة الاولى، ولم ننتجها، وربما لن نفعل قريباً، وطالما بقينا هكذا من حق حلفاء الأمس "الأدعياء" الاتجاه إلى الشرق ورعاية مصالحهم، ربما آن الوقت لاستشراف المستقبل ومعرفة مصالحنا وحقوقنا، "الأمريكان" ليسوا أوفياء لأحد، (ضاحي خلفان مدير شرطة دبي السابق، والأمير تركي الفيصل السفير ورجل الاستخبارات لديهم براهين) والتشجيع على القراءة لا يكفي، نحتاج نمط تفكيري إبداعي يحلل النصوص، يخطط للمستقبل، ويستشرف آفاق التحولات، لا أصدق وجود مؤشر للقراءة في المملكة كما يدعي المستفيدون، ويحددونه بساعات ست، لأنني لا أكاد أجد مستعداً للقراءة بين جيل نعتبرهم ثروة ولا يكترثون لنا إلا فيما بذل، ربما أفسدناهم بالدلال، وأحبطناهم بعدما ساهمنا في رفع مستوى الطموح دون أن نعمل على مواجهة الواقع وإمكانات الوقت.. هل نعيد صياغة أولويات الحاضر من أجل المستقبل؟.