×
محافظة المنطقة الشرقية

آل عوض: دعم حرفيي نجران لزيادة مواردهم وقدرتهم التنافسية

صورة الخبر

يقول بعض الأميركيين من أعضاء الكونجرس إن (بوتين) هزم "أوباما" على الأرض مرتين: مرة في سورية وأخرى في أوكرانيا، ولكن لماذا نجد اليوم عودة أجواء الحرب الباردة بشكل أكثر سخونة؟ معروف أن الحالة التاريخية المعروفة بـ"الحرب الباردة" بين أميركا والاتحاد السوفيتي لم تهدأ منذ خمسين سنة إلا بعد تفكك جمهوريات الاتحاد السوفيتي، حيث كان الحدث الأهم لأميركا عام 1990، ويعزى سبب تفككه لعدة عوامل اقتصادية وسياسية أحدها كان الطمع للوصول إلى البحار الدافئة من خلال التدخل في أفغانستان، والتورط مع أميركا بشكل غير مباشر، إلى أن انتهى الأمر بانسحاب اعتبر هزيمة نكراء. عانت روسيا كأكبر جمهوريات الاتحاد السوفيتي من تفكك الاتحاد الذي خرجت منه تلعق جراحها، وصارت منشغلة بذاتها ومشكلاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، إلى أن عهد الرئيس الروسي المنتخب "بوريس يلتسين" بالرئاسة إلى فلاديمير بوتين. ففي عهد الرئيس بوتين - رجل الـ(KJB) القوي، استعادت روسيا سياساتها الخارجية تجاه العالم وخاصة أميركا، بعد أن تعافت نسبياًَ من أمراضها الاقتصادية والاجتماعية، واعتمدت إلى حد ما سياسة الاقتصاد المفتوح، وتفرغت لمصالحها الاستراتيجية، محاولة استعادة مجدين مهمين بالنسبة لتاريخها السياسي والحضاري. الأول هو مجد روسيا القيصرية والثاني هو مجد الاتحاد السوفيتي بما فيه من تقدم صناعي وعلمي. تدرك روسيا ما يتجه إليه العالم من نظام الشكل الواحد للحكم، الذي أرادت أميركا أن تفرضه، أو على الأقل أرادت إقناع العالم بأنها تدعمه وهو الشكل الديمقراطي للحكومات، بينما تعي روسيا أن هذا الشكل من التبعية الأميركية سوف يصلها في يوم ما إذ لم تفعل إجراءات احترازية، وقد بدأت اهتمامات روسيا بحماية رقعتها الجغرافية ومصالحها الاستراتيجية من خلال الحروب المحيطة بها ولا سيما في الشيشان التي عانت من حرب طويلة كانت روسيا حاضرة فيها بشكل أو بآخر. إلا أن عام 2008 كان حاسماً حين أعلنت روسيا بكل وضوح الحرب على جورجيا، واكتشفت من خلال هذه الحرب الصيفية حاجتها الفورية إلى إصلاح الجيش الروسي الذي يجب أن يكون مختلفاً عن الجيش السوفيتي؛ فلعبة الحروب قد تغيرت! تمكنت روسيا منذ بداية الألفية الثالثة من استعادت مكانتها الدولية، لكنها تطمح إلى أن تكون القطب الثاني في مواجهة الولايات المتحدة الأميركية، ولذلك نجد أن عام 2005 كان حاسماً بالنسبة لروسيا بالإعلان عن تأسيس قاعد عسكرية روسية في طرطوس بسورية، وكذلك إعادة العمل للرادار السوفيتي الموجود على قمة جبل قاسيون في دمشق. روسيا لم تكن تطمح للتوسع خارج حدود جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق إلا أنها بلا شك كانت وما زالت تطمح إلى توسيع نفوذها من خلال "المياه الدافئة"؛ مما يجعل تمسك روسيا حاسماً بوجودها كحليف رئيس للنظام السوري، وربما تشهد الفترة القادمة عودة روسيا إلى "عدن" بعد انقسام الجمهورية اليمنية إلى ستة أقاليم وإعلانها دولة فيدرالية، كما أن روسيا ستكون أكثر حضوراً في مصر من الناحية العسكرية والثقافية، ولا سيما أن جذور العلاقات المصرية الروسية ترتكز إلى ماضٍ يعود إلى خمسينيات القرن الماضي. روسيا لم تتفاجأ بأن بعض الدول التي كانت تابعة لها تاريخياً-مثل أوكرانيا- ترفضها اليوم وتفضّل الاتصال بالاتحاد الأوروبي وأميركا، وهذا الأمر أفرز الأزمة الأخيرة في أوكرانيا، إلا أن الرد الروسي كان حاسماً وسريعاً بضم شبه جزيرة القرم وفق استفتاء شعبي بُعيد استقلالها، حيث إنها مرتبطة بقوة بالأرض الروسية ثقافياً وجغرافياً. الواضح اليوم أن روسيا تعود شيئاً فشيئاً إلى السباحة باستمتاع في "المياه الدافئة" التي حلمت بها طويلاً على مـدى السنوات الخمسين الماضية، ومن الواضح أيضاً أن روسـيا لم تعد غائبة عما يجري في العالم العربي والشرق الأوسط بشكل عام، وإذا تقدمت خطوة لن تتراجـع عنها، وهنا يمكن تحسس خـطوات روسيا في استعادة دورها كقطـب موازٍ في العالم اليوم.