التعليم لايدعم التنمية بقلم الكاتب / الحيسوني أحمد أتواجد بعض الأحيان في المقهى المعتاد لي لأرتشف قهوتي الفرنسية لأنها تلهمني لكتابة مقال ( صارخ ) يريد الخروج لتنفس من صدري عبر قلمي الذي يقول الحقيقة دائمآ وحينها تذكرت أغنية ( سكة طويلة ) لعبادي الجوهر وتبادر لذهني معاناة الطالب لدينا التي تبدأ معاناتة من أولى إبتدائي إلى ثالث ثانوي وهذة نصف المعاناة ونصفها يكملها بالجامعة مع فقدان الحرية والفكر لديه . وفعلآ إنها ( سكة طويلة ) لأن نهاية المسلسل الدرامي بالحلقة الأخيرة سيكون تقييم لعقله ومجهوده برقم سخيف ألا وهو ( النسبة أو المعدل التراكمي ) , سؤال فلسفي ماذا كان يفعل الطالب طوال ( 12 ) سنة ؟ هل كان يعبث ؟ وبعد كل هذا تطالبه بمعدل وتعليمك السيئ الذي ملئ نسبة العطالة وأنتج لنا موظفين فاسدين في الدوائر الحكومية , والمفترض أن تشكره لأنه تكرم وصبر على سخافتك أيتها الوزارة التي لاتعود ثمارها على الطالب غير التكدس على حافز . سأعطيك أيها القارئ دلالات واضحة ومنطقية حتى تعلم ماهي التهم التي سألقي بها على وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي التي لم تنجح بدورها في دعم التنمية البشرية ولكنها نجحت في ملئ الفراغات في الدولة كوظائف تتماشى مع مبدآ ( اللاتخصصية ) الذي من المفترض أن ( التعليم للجميع ) لأنه من حرية المواطن أن يختار ولاتضغ عليه قيود . لماذا يكون التركيز كاملآ على قطاع التعليم لأنه حساس جدآ لأن هو الذي ينتج لنا موارد بشرية عن سائر القطاعات الأخرى فلابد من الإهتمام في مدخلات التعليم وإستخدام الأدوات والتقنيات بإحترافية عالية حتى يكون لدينا مخرجات رائعة , هذا المبادئ ممتازة ولكن للأسف ليست مطبقة وإنما ترى كل مسئول يرأس وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي ولاتعلم أين صرفت ميزانية التعليم؟ ويبث لنا قرارات وكأن الطلاب حقل تجارب كالفئران . إذا صلح التعليم وأصبح مرنآ من ناحية الأنظمة والطريقة التي تجعل الطالب مقبلآ بشغف ولايكون منفرآ له سترى الدماء الجديدة ستنظف تدريجيآ كل الدوائر والوزارات الحكومية من الفساد المتفشي لأنهم من نتاج سلبيات التعليم لأن هناك من يعطلون التنمية في الدولة لأن التعليم والتنمية وجهان لعملة واحدة . لماذا يكره الطالب المدرسة ؟ ببساطة سأجيبك أيها القارئ لأن الطالب لايجد رغبتة ولايجد حريته وإنما يرى نفسه مسجونآ ومقيدآ لأنه لايجد مكانآ يمارس فيه هوايتة ولايجد مناهج تواكب العصر الذي يواكبه ولايجد الإحتواء الذي يجعله يعشق المدرسة ولا يشرد عنها قافزآ سور المدرسة ولايجد مبنى مناسبآ فيه كامل الخدمات التعليمية ولايجد المعلم الراغب في عمله بإثراء الطالب علميآ وإنما يجد المعلم الذي كان عبئآ على وظيفتة مكرهآ لأن من السهل أن تصبح معلمآ في السعودية وهذة من بعض السخافات بالتعليم . هل تعلم أن المعلم أصبح قبوله حينما كان طالبآ يقبل لأنه ببساطة أتى ( بالنسبة أو المعدل التراكمي ) ولاينظرون هل هو راغب لوظيفتة أم لا لأن المعيار الكيفي ليس دارجآ في نظام التعليم وينظرون دائما بالمعيار الكمي الذي أصبح الطالب ينظر عبره في كل شئ , يحفظ المعلومة في المنهج ليس للعلم ولكن لأنها تأتي في الإختبار ويريد الشهادة حتى يتخرج ليس لأنه بلغ من العلم ولكن ليحصل على وظيفة ويريد أن يحصل على وظيفة ليس للإبداع في العمل ولكن للحصول على الراتب , والطالب لايرى بعين الكيف أبدآ وإنما إنغرس فيه عين الكم من صغره وهذا نتاج التعليم الذي ولد لديه هذا الفكر . يتخرج الطالب من الثانوية وكأنه خرج من مقبرة حام الغبار عليه من ترابها الذي ملئ تفكيره وتراه عديم الثقافة عديم الوعي عديم الحرية لأنه كان مسجونآ ليس سجن الجسد وإنما سجن العقل ومع كل هذا ترى الجامعات السعودية التي لايتعدى عمر إنشائها سنوات قليلة تشترط في القبول وتعجيزها على الطلاب كأنها جامعة إكسفورد أو جامعة هارفرد وكأنها تقول التعليم ليس للجميع . ليس الحل في تزيين الشجرة والعلاج في ثمارها الفاسدة وإنما الحل الحاسم والصارم إقتلاع الشجرة ووضع بذور نقية طاهرة تعشق الوطن لأن من يعشق الوطن لايفعل شئ يضر وطنه مثلما تراه الأن في الساحة لدينا من خونة للوطن ولايحسبون أنفسهم خائنين للأمانة وكأن النزاهة هي منهجهم وهم بعيدين كل البعد عنها .