قصدت قوات الأمن من عملية فجر أمس بالحرازات في جدة خلو الشوارع من الناس، حيث أقامت أربعة أطواق لحصار الإرهابيين، وحماية السكان، وبعد تبادل إطلاق النار فجر الإرهابيان نفسيهما في استراحة استأجرها سامح الجهني وامرأة ادعى أنها زوجته، وسلمها إلى الإرهابيين، وقبض على الجهني وزوجته المزعومة بالتزامن في سكن آخر بالنسيم، وسط أكوام من المتفجرات والأجهزة المفخخة التي سلم سكان الحي المكتظ من كوارثها لو فجرت. داهمت قوات الأمن فجر أمس وكرا يتحصن به إرهابيان في الحرازات بمحافظة جدة، عبارة عن استراحة على تل مرتفع تكشف محيط الحي بالكامل، وتبادلت إطلاق النار معهما، وأسفرت العملية عن انتحار الإرهابيين بعد استخدامهما أحزمة ناسفة، بعد فشلهما في الهروب، وتزامنت تلك العملية مع أخرى في شقة بحي النسيم تم فيها إلقاء القبض على إرهابي وسيدة أدعى أنها زوجته. وعلمت "الوطن" أن إرهابيي الحرازات والنسيم على علاقة بإرهابيين تم إلقاء القبض عليهم بوكر تمت مداهمته قبل نحو أسبوعين في مخطط التيسير بوادي مريخ شرق جدة. 4 أطواق أمنية "الوطن" تواجدت في محيط الحدث منذ وقت مبكر من بدء العمليات، حيث فرضت القوات الأمنية 4 أطواق لتأمين سلامة المواطنين والمقيمين من تداعيات تبادل إطلاق النار، فيما شرع طيران الأمن العام في وقت مبكر من فجر أمس، في تمشيط المنطقة التي يتحصن فيها الإرهابيون، تمهيدا لدخول قوات الطوارئ الخاصة المكلفة بمكافحة الإرهاب، التي استمرت في المواجهة المسلحة مع الإرهابيين نحو ساعتين وربع الساعة. وأكد شهود عيان من داخل الحي لـ"الوطن" أن مسرح العملية الأمنية شهد سلسلة انفجارات متتالية، إلا أن آخرها كان الأقوى بسبب انتحار الإرهابيين بأحزمتهما الناسفة، لافتين إلى أن قوات أمن الطوارئ الخاصة عملت على تأمين سلامة أهل الحي من خلال عدم خروج من كانوا يؤدون صلاة الفجر في مسجدين بالقرب من موقع العملية، وكذلك تم تأمين أهالي الحي داخل منازلهم بمنعهم من الخروج منها أو الدخول لها حال تنفيذ عميلة الهجوم. تأمين سكان الحي أوضح كل من تركي الزهراني ويعقوب المطيري وعبدالغني الشهري من سكان الحي أن قوات الطوارئ الخاصة والدوريات الأمنية وقوت أمن المهمات قامت بتنبيه أهالي الحي بعدم الخروج من منازلهم لحين إبلاغهم بزوال الخطر، مشيرين إلى تلبيتهم رغبة أفراد قوات الطوارئ الخاصة لاعتلاء سطح منزلين مواجهين لموقع الإرهابيين، حيث تم تبادل إطلاق النار، فيما انتهت العملية في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم أمس. الداخلية: انتحار إرهابيين والقبض على 2 خلال مداهمة وكرين بجدة صرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية بأنه في إطار ما تقوم به الجهات الأمنية من مهام في مكافحة الإرهاب والإطاحة بأوكاره وخلاياه وعناصره وإضعاف المقومات التي يعتمدون عليها في الإعداد لمخططاتهم الإجرامية للإخلال بأمن البلاد واستقرارها، فقد باشرت الجهات الأمنية بتوفيق من الله صباح السبت الموافق 23/ 4 / 1438 على ضوء المعلومات المتوفرة لديها مداهمة وكرين إرهابيين لخلية إرهابية بشكل متزامن، حيث كان يقع الأول منهما في حي الحرازّات بمحافظة جدة، وهو عبارة عن استراحة، اتخذها عناصر الإجرام مأوى لهم، ومعملا لتصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة. وبتطويقها وتأمين المواقع المجاورة لها بادر من فيها وهما شخصان بإطلاق النار بشكل كثيف على رجال الأمن، ولم يستجيبا لكل النداءات التي وجهت لهما بتسليم نفسيهما، مما اقتضى الرد عليهما بالمثل وفقا لما تطلبه الموقف. وحينما يئسا من القدرة على الإفلات من قبضة رجال الأمن أقدما على تفجير نفسيهما بواسطة أحزمة ناسفة، مما أدى إلى تطاير أشلائهما في موقع الاستراحة مع انفجار المعمل الذي بداخلها، فيما لم يصب أحد من الموجودين بجوار موقعها الذي تم تأمينه قبل المداهمة أو أحد من المارة أو رجال الأمن بأي أذى ولله الحمد. وأضاف البيان "أما الوكر الثاني فكان عبارة عن شقة سكنية في حي النسيم بمحافظة جده تواجد فيها شخص ثالث يرتبط بمن تم التعامل معهما داخل الاستراحة، وتمكنت قوات الأمن بفضل الله من إلقاء القبض عليه قبل أن يتمكن من المقاومة، ويدعى حسام بن صالح بن سمران الجهني سعودي الجنسية، وقبض بمعيته على امرأة تدعى فاطمة رمضان بالوشي علي مراد (باكستانية الجنسية)، يدعي المذكور أنها زوجته. كما ضبط بشقته سلاح رشاش وحقيبة مشركة وأجهزة هاتف جوال في حالة تشريك غير مكتملة. ولاتزال الجهات الأمنية تباشر مهامها في رفع الأدلة والآثار من الموقعين والتحقيق مع المقبوض عليهما، وسيعلن لاحقا عن التفاصيل الكاملة، بما فيها هوية الانتحاريين".