حدد أحمد العيس الخبير النفسي والتربوي 4 أسباب رئيسية للإصابة بمرض هوس التسوق، وأوضح أن في مقدمة أسباب الوقوع في براثن هذا المرض النفسي، يكمن في الحرمان العاطفي، والشعور بالنقص، والاضطرابات الانفعالية، والمستوى الثقافي، وأضاف في حوار مع «العرب» أن النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض هوس التسوق من الرجال بنسبة تزيد عن %60، نظراً لكونهن عاطفيات أكثر من الرجال، منوهاً بأن عدم الاتفاق على أولويات الشراء سبب رئيسي في اندلاع مشكلات بين الأزواج أثناء التسوق. وأوضح أن أعراض هوس التسوق تتمثل في الرغبة بالشراء دون أسباب منطقية أو احتياج للسلع المشتراة، وقال «إن عدم المقارنة مع الآخرين في أسلوب الحياة يساهم في تقنين التسوق والتحكم فيه، وأن يكون حسب الأولوية ووفق الحاجة، وأكد العيس مجدداً أن هوس التسوق من أنواع المرض النفسي الذي يحتاج إلى علاج بتدارك المسببات المؤدية إليه».. إلى تفاصيل الحوار: هل هوس التسوق يدرج تحت قائمة المشكلات أو الأمراض النفسية؟ - إذا كنا نتكلم عن الأنومانيا وهو هوس الشراء فهو مرض نفسي، يدفع الشخص للتسوق والشراء من دون دوافع منطقية أو احتياج للسلع المشتراة، وبعد زوال لذة الشراء يشعر الشخص بآلام نفسية وتوبيخ داخلي على فعله، وتشير الدراسات إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهوس التسوق عن الرجال بنسبة تزيد على %60. ما أعراض المصاب بهوس الشراء (الأنومانيا)؟ - تزايد الرغبة للذهاب للمتاجر واختيارها دائماً كهدف أول عند الخروج للتنزه أو بعد العودة من العمل، والإحساس بلذة ومتعة أثناء عملية الشراء، والإنفاق ببذخ حتى وإن كانت الحالة الاقتصادية لا تسمح بذلك، وشراء أشياء ليس لها أهمية أو غير مناسبة للشخص، وشراء أشياء شخصية ليس لها استخدام لبقية أفراد العائلة، والإحساس بالذنب بعد الشراء وعدم اهتمامه بالأشياء التي اشتراها، بل محاولته تجنب رؤيتها أو النظر إليها مرة أخرى، والسعي الدائم لتوفير المال اللازم للشراء. لماذا يلقي الكثير اتهام التبذير في المشتريات وهوس التسوق على النساء دون الرجال؟ - لأن النساء غالبا يملن للتسوق لأنهن أكثر عاطفية والرجال أكثر عملية ولكن الموضوع لا يرتبط بالتبذير فسوء إدارة الموارد الاقتصادية للمنزل ربما يكون المسؤول عنه الرجل وليس بالضرورة أن النساء هن المبذرات لكن المجتمع يتهم النساء بالتبذير لأن متطلباتهن أكثر. هل قضاء وقت طويل في التسوق له أي دلالات نفسية؟ - التسوق له قواعد مثل كل شيء آخر في الحياة، ومن الطبيعي أنك سوف تقضي ساعات في التسوق إذا كنت في الأصل لا تعرف ما تحتاج أو ما ذا تريد ويضاف إلى ذلك عدم معرفتك لمكان عرض المنتج الذي ترغب به وعروض الأسعار في البيئة المحلية، والمشكلات النفسية المرافقة للتسوق هي التردد وعدم الثقة بالبائع والشعور بالغبن وعدم الرضا عن السلعة بعد شرائها وضرورة تدخل الأصدقاء أو الأهل للإقناع وكل هذا يندرج تحت نقطتين اتخاذ القرار والشعور بالنقص. هل للتسوق أثر نفسي جيد يجعل البعض يلجأ له لتغيير المزاج السيئ؟ - يشعر المتسوقين بارتياح لأن التسوق ارتبط غالبا في تلبية الاحتياجات وإشباع الحاجات لكن الشعور الآخر الذي يظنه البعض أن التسوق يخفف القلق فإن جزءا منه صحيح، لأن الخروج من المنزل والسير في الأماكن العامة ومشاهدة الناس يخفف القلق، ولكن الأهم هو أن التسوق ليس علاجاً للقلق، فهذا خطأ. كيف يتجنب الأزواج المشكلات التي ربما تنتج بعد قضاء وقت التسوق؟ - تظهر المشكلات في بعض الأسر أثناء التسوق أو بعده، والسبب أنه لم يتم الاتفاق على أولويات الشراء وفقاً لحاجات الأسرة وكذلك وفقاً للميزانية المتاحة ولو كان هناك اتفاق مسبق على المبلغ المخصص لشراء شيء محدد للأسرة أو لأحد أفرادها لن تحدث مشكلات. ما الإشارات التي يجب الانتباه إليها بمجرد حدوثها تكون دليلا على أن هذا الشخص لديه مرض هوس التسوق؟ - الإنفاق في غير الحاجة وبمبالغ كبيرة مؤشر قوي لبدايات هوس التسوق فيمكن أن يتم الإنفاق أو التسوق لأهداف غير مرتبطة بالحاجة لكن يجب أن تكون ضمن المعقول. ما الأساليب والأفكار التي تساعدنا في تقنين التسوق؟ - عدم المقارنة في أسلوب الحياة بيننا وبين الآخرين أمر مهم للغاية لأن الرغبة في أن نكون مثل من هم أكثر غنى منا سيدفعنا للتسوق لمجرد التسوق وبلا هدف. ويضاف إلى ذلك السيطرة على الاندفاعية في تلبية حاجاتنا لأننا سوف نكتشف أن بعض الأشياء التي نشتريها ربما لم تكن من أول الأولويات. يلجأ الكثير منا إلى تخزين الكثير من المشتريات بكميات كبيرة أثناء فترة التخفيضات فهل هذا يعد ضمن المؤشرات الدالة على هوس التسوق؟ - استغلال الفرص في التخفيضات لا يدل على وجود مشكلة نفسية وربما يندرج تحت الرغبة في التوفير وهذا من حسن الإدارة لكن شراء أشياء لسنا بحاجة لها أو توقع أننا ربما نحتاجها في المستقبل هذا غير جيد ويدل على سوء في التخطيط الاقتصادي للأسرة وكذلك الانخداع في التخفيضات الوهمية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. ما الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهوس التسوق؟ - الحرمان العاطفي، وعادة ما يكون مريض هوس التسوق محروما عاطفياً، مثل إهمال الشريك، والفشل الدراسي، وعدم وجود أصدقاء وعلاقات اجتماعية ناجحة، وعدم الإنجاب. كما أن هناك الاضطرابات الانفعالية وتشمل ردود الأفعال الخارجة عن التحكم مثل الغضب والفرح، والبحث عن الجديد بأن يميل البعض إلى المغامرة سواء عن طريق السفر والرحلات أو عن طريق تجربة كل جديد، حتى وإن لم تكن في حاجة إليه، يضاف إلى الأسباب السابقة الشعور بالدونية حيث يكثر هذا الشعور بين أفراد الطبقات الفقيرة والذين تتوافر لديهم في مرحلة ما من حياتهم الأموال وتتغير أوضاعهم الاجتماعية فيحاولون تعويض ما شعروا به من نقص في بداية حياتهم، بالإضافة إلى المستوى الثقافي لأن معظم المجتمعات الغربية تربي في أطفالها ثقافة الشراء، وتدربهم على الاختيار في إطار الحاجة الحقيقية والميزانية المتاحة، غير أننا في مجتمعنا الشرقي عادة ما نكافئ أولادنا الصغار باصطحابهم للشراء أو تناول الطعام خارج المنزل عند نجاحهم أو اجتيازهم لمشكلة ما.;