×
محافظة حائل

بالفيديو - لاعب يونايتد المعار يسجل هدفا على طريقة رونالدينيو

صورة الخبر

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط، المسلمين، بتقوى الله في السر والعلن وفي الخلوة والجلوة؛ فهي وصية للأولين والآخرين.   وقال في الخطبة التي ألقاها في المسجد الحرام اليوم: ديدن اللبيب الفَطِن وشأن الأريب اليَقِظ، الثباتُ على الحق، ولزوم الجادّة، واتباع الصراط المستقيم، الذي يستعصم به من الزلل، ويصل به إلى الغاية من رضوان الله ومحبته، ونزول دار كرامته، ويحذر من اتباع السبل التي تَفرُق به عن هذا الصراط قال تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}، وهي وصية ربانية بالْتزام دين الله، والاستمساك بما جاء فيه من عقائد وفرائض وكمالات يَسعد بها المسلم في دنياه وعقباه.   وقال: من لوازم ذلك وضروراته، النفرة من رذائل وخصال مقبوحة جاء النهي عنها، والذم لمجترحها؛ لأنها من سبل الشيطان التي يَضِل سالكها، ويشقى بالتردي في وهدتها.   وتساءل "خياط": كم للخطيئة من دروب يدأب الشيطان على إقامتها، والإغراء بها، والحث عليها؛ لعرقلة سير السالك إلى ربه، الكادح إليه، المقبل عليه؛ يريد بذلك تكثير حزبه وتقوية جنده، وإهلاك عدوه ومحسوده.. مستشهداً بقوله تعالى: {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير}.   وأوضح أن من دروب الخطيئة ومن أشدها خطراً على العبد، ثلاث خصال جاء الوعيد الشديد لمن اقترف إثم واحدة منها؛ مشيراً إلى أن الخطيئة الأولى هي رذيلة البخل والشح والأثرة في أبشع صورها. والبخل ألوان لا تَحُدها الأمثلة، وله دوافع نفسية تختلف طبيعتها وملابساتها؛ فمن ذلك: أن بعض من ابتُلِيَ بالفقر وضيق ذات اليد حين يُنعم عليه ربه بالبسط في الرزق، يخشى أن تعود به الأيام إلى مرارة الفقر وشدة الإملاق؛ فيكون الإمساك ديدنه حتى لا يكاد ينفق نفقة إلا ويحسِب لها ألف حساب؛ فهو يكنز المال ويحبسه، ويضنّ به حتى على نفسه، وعلى مَن يعول من أهله وأولاده، وربما كان باعث هذا الشح الرغبةُ في جمع الثروات لعقبه؛ خشية أن يتركهم عالة يتكففون الناس.   وبيّن أن شر البخل -وهو شر كله البخل- بالفاضل من الماء عن الحاجة؛ كمن يملك بئراً أو عيناً جارية في موضع لا ماء فيه؛ فلا يضيره أن يستقي منها ابن السبيل، أو يَرِدها حيوان، ولا خشية من تأثير ذلك عليه؛ بل إن له في بذله أجراً أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (في كل ذات كبد رطبة أجر)، وقد أشاع الشارع الانتفاع بمياه العيون والآبار ونحوها، وجعل الناس فيها شركاء، كما جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المسلمون شركاء في ثلاث: في الكلأ، والماء، والنار".   ولفت "خياط" إلى أن الخصلة الثانية المقبوحة التي جاء الوعيد عليها في الحديث: هي غش إمام المسلمين والغدر به؛ بنكث بيعته لمجرد الهوى والمطامع الدنيوية، من هبات ومنح وغيرها؛ مما يجعل الغش منتهى أمله، وغاية مقصده؛ فيكون حاله كمن قال الله فيهم: {ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون}.   وقال: لذا جاء هذا الوعيد لمن غدر بنكث البيعة والخروج على الإمام؛ لما في ذلك -كما قال أهل العلم بالحديث: "لما فيه من تَفرّق الكلمة، ولما في الوفاء بالبيعة من تحصين الفروج والأموال وحقن الدماء، والأصل في مبايعة الإمام أن يبايعه على أن يعمل بالحق، ويقيم الحدود، ويأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر؛ فمن جعل مبايعته لمال يُعطاه دون ملاحظة المقصود في الأصل؛ فقد خسر خسراناً مبيناً، ودخل في الوعيد المذكور، وحاق به، إن لم يتجاوز الله عنه وفيه: أن كل عمل لا يُقصد به وجه الله وأريد به عرض الدنيا؛ فهو فاسد وصاحبه آثم" انتهى.