أقتحمت القوات العراقية بلدة تلكيف، شمال الموصل، وتمكنت من استعادة مبان حكومية فيها، بالتزامن مع تقدمها في المحور الشمالي للساحل الأيسر من المدينة وأعلنت سيطرتها على مجمع القصور الرئاسية وفندق «نينوى أوبروي» المعروف. وكانت قوات مكافحة الإرهاب أكدت انتهاء مهمتها في السيطرة على الأحياء الشرقية، وفي انتظار انتزاع ما تبقى من الأحياء في المحور الشمالي، قبل إعلان السيطرة الكاملة على هذا الجانب. وقال قائد معركة تحرير الموصل الفريق الركن عبد الأمير يارالله، في بيان أمس إن «قطعات الجيش تقدمت في اتجاه تلكيف من ثلاثة محاور وتمكنت من دخول المدينة والسيطرة على مكتب رئيس الحكومة المحلية والمحكمة والمجلس البلدي ورفعت العلم العراقي فوق المباني وما زالت مستمرة في عملية التطهير». وأكد مصدر عسكري أن استعادة البلدة تهدف إلى قطع الإمدادات عن «داعش» في المحور الشمالي، حيث تخوض الفرقة 16 معركة لاستعادة آخر الأحياء من قبضة التنظيم الذي فر عناصره باتجاه منطقة القوسيات بعد سيطرة القوات على أكثر من نصف مساحة تلكيف. وأوضح يارالله أن «قوات اللواء 71 حررت منشأة جابر بن حيان ورفعت العلم العراقي فيها ومازال التقدم مستمراً»، وأشار إلى أن «قوات مكافحة الإرهاب من الجهة الشمالية الشرقية تمكنت من تحرير القصور الرئاسية، وحررت فندق نينوى أوبروي». وفي بيان آخر أعلن يار الله أن «قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من إكمال مهمتها في تحرير المناطق والأحياء الموكلة إليها في المحور الشمالي»، وأوضح أنها حررت «كل الأحياء والمناطق الموكلة إليها داخل المدينة ووصلت إلى نهر الخوصر جنوباً واتصلت مع قيادة العمليات الخاصة، وبذلك تكون هذه القوات قد أنهت واجبها في الجهة الشرقية لنهر دجلة». إلى ذلك، قال قائد «عمليات نينوى» اللواء نجم الجبوري الذي تولى أخيراً مهمات قيادة الفرقة 16 إن «قطعاتنا دخلت الحي العربي وفرضت سيطرتها على الشارعين الرئيسين في جامع الذاكرين، بعد استعادتها منطقة القاضية الثانية ومحطة تعبئة وقود الحي العربي ومسجدي سلطان هاشم والشهيد حسن، إضافة إلى شارع باريس وتستمر بالتقدم في عمق الحي». ولفت المحلل الأمني إبراهيم مراد إلى أن «تنظيم داعش خسر كل مراكز القيادة والسيطرة في شرق دجلة على طول الجبهة وسحب كل قياداته إلى الجانب الأيمن في الموصل بعد معارك الحدباء والجامعة في الجانب الأيسر». وأفاد مصدر عسكري بأن «فريقاً أميركياً سيتولى نصب جسور عائمة على نهر دجلة لتسهيل عبور قوات الجيش إلى الجانب الأيمن». وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي أنه «تلقى مكالمة هاتفية من نائب الرئيس جو بادين الذي قدم إليه التهاني بالانتصارات التي تحققها القوات العراقية في معركة تحرير الموصل، وأعرب عن أمله بأن العراق سيلعب دوراً محورياً في المنطقة، وما حققه من انتصارات يمثل انتصاراً للعالم».