×
محافظة الرياض

أمير الرياض: تلاقح الأفكار لتنفيذ الأطر التطويرية

صورة الخبر

ما قلت لك عمر سيف العشق ما يقتلك ما تشوفني حي قدامك وأنا أموت فيك لقد انثلم سيف العشق برحيل مساعد الرشيدي ولقد فقدت صديقاً نادراً وشاعراً عذباً كان يطربني إنه أحد الشعراء الشعبيين القلائل في جيله الذين استفادوا من تجربة الفصحى الجديدة ومنجز قصيدة التفعيلة في بلادنا بالذات، تواضع روحه وحساسيسته المرهفة لكل ما هو شعري جعلته قابلاً لرفد تجربته دوماً، أضاف للشعبي نكهة جديدة وطور مفهوم قارئه للصورة الجديدة التي تبدو غامضة أو مبهمة للوهلة الأولى. كان يعي ما يفعل في ساحة الشعبي ويغيظه أن تفتقد الساحة الشعبية ناقدها الخاص الذي يمكن أن يكون منصفاً لتجربته وتجارب جيله وهو الجيل الذي صنع انعطافة مهمة في الشعر الشعبي تعد نهراً صغيراً خرج عن البحر الكبير، الذي شق وعمق مجراه شعراء كبار، والتقى هذا النهر ببحر الفصحى وتجلياته، وكأن يزعجه ويزعجنا من يحاول أن ينظر إلى تجربة مساعد من منظور إقليمي أو قبلي، كان هو البدوي الذي أراد أن يكون شاعر الشعب والوطن وهو الذي ولد في شرق الوطن وعاش طفولته في جنوبه ودرس وتعلم في قلبه وكانت أول أمسياته في شماله ومن هناك انهمر نهر حبه الكبير أيضاً، وجاء ناديه الرياضي في غربه دون أن يثنيه عن ذلك عتب أندية الوسطى، وهو يسكن الرياض وهي تسكنه، وأمنيات جماهير نادييها ممن يحبوه أن يكتب بيتاً واحداً من الشعر في أحدهما، وحين كتب للوطن كتب بروح الشاعر الفارس الذي يجعل من وجه حبيبته أيقونة له في الحرب، ولعلي أستعيد هنا زيارته السريعة لي في منزلي إبان حرب تحرير الكويت وفي ظل انهمار الصواريخ على العاصمة، وكان يقود مع رفيق له عربة برشاش ثقيل على ظهرها، وكان حبيبنا الراحل سليمان الفليح قد وصل تواً من الكويت وقدم مساعد للسلام عليه، وكانت زيارة خاطفة استقبلناه فيها وودعناه على الباب وسمعنا منه آخر ما كتب في صهيل الحرب والتي كانت تتحول إلى حداء لرفاقه على حدود الخفجي الذي قدم فيها الوطن والحرس الوطني أغلى رجاله لاستردادها إلى حضن الوطن ولتكون معركتها فأل خير لاستعادة الشقيقة العزيزة الكويت، وظلت علاقته بوطنه درساً لكل أولئك الذين يضعون القبيلة قبل الوطن أو الذين يجعلون من القبيلة وطناً لهم في قصائدهم.. وحين طرقت الباب زائراً له في مرحلة علاجه الأخير أقسم علي أن أحادثه عن بعد وكان ذلك يشير إلى مدى خطورة الصراع مع المرض ولكنه كان كعادته ضاحك الحجاج محباً للحياة كما هو في سيرته وشعره وودعته وإنا أردد واحداً من أجمل أبياته: تخوفني مشاوير الطريق المظلم المهجور وإليا مني ذكرتك قلت طولي يا مشاويري رحم الله مساعداً وألهم ذويه ومحبيه الصبر الجميل.