×
محافظة المنطقة الشرقية

داعش يهدم “التترابليون” أحد أشهر المعالم الأثرية في تدمر .. وواجهة المسرح الروماني

صورة الخبر

"على أي حال، يمكن القول إن حراس المرمى أصبحوا اليوم أكثر هدوءاً ورحابة صدر مما كانوا عليه عندما كنت ألعب. كنت كثير الكلام آنذاك، وكثيراً ما كنت أدفع ثمن ذلك أيضاً. ولكن عليك أن تتحلى ك بالشجاعة لتكون كذلك. إنها مسألة شخصية في نهاية المطاف". هذا ما قاله هارالد "طوني" شوماخر في حديث خص به موقع FIFA.com عام 2011، مستحضراً ذلك المزيج الذي كان يجعل منه أحد اللاعبين الأكثر إثارة للجدل في جيله. وقد أظهر في مباراة واحدة أمام أنظار العالم أجمع ذلك الخليط من الصفات التي كانت تقف وراء شهرته الواسعة والعيوب التي كانت تقوم عليها سمعته السيئة. ولغرابة الصدف، تشتهر تلك المباراة نفسها باعتبارها واحدة من أعظم المواجهات في تاريخ كأس العالم FIFA على الإطلاق، ويتعلق الأمر بموقعة نصف النهائي في إشبيلية والتي شهدت معركة كروية طاحنة ومثيرة اشتركت خلالها ألمانيا وفرنسا في تسجيل ستة أهداف بالتمام والكمال. فقد بلغت فيها حدة التنافس والتشويق والإثارة إلى درجة جعلت ميشيل بلاتيني يعتبرها "أجمل مباراة" في مسيرته - رغم أنها انتهت بخسارة فريقه، قبل أن يواصل شق طريقه لاعتلاء العرش الأوروبي في وقت لاحق مع ناديه ومنتخب بلاده على حد سواء. ويتذكر قائد المنتخب الفرنسي عام 1982 تلك الأمسية قائلاً: "ما حدث في تلك الساعتين يجسد كل مشاعر الحياة نفسها، إذ لم يتمكن أي فيلم أو مسرحية أبداً من استحضار ذلك الكم الهائل من التناقضات والعواطف مثلما فعلته تلك المواجهة التي كانت متكاملة وقوية جداً. إنها ذكريات رائعة". وكان شوماخر في قلب الدراما التي شهدتها تلك المواجهة، حيث تُبرز الصورة أعلاه لحظة انقضاضه على الكرة عندما أنقذ مرماه من هدف بدا محققاً بعد تسديدة ماكسيم بوسيس في ركلات الترجيح التي حسمت النتيجة، علماً أن حارس مرمى كولون كان قد تصدى في وقت سابق لكرة ديدييه سيس. ومن خلال أدائه البطولي، عبَّد حامي العرين الألماني الطريق لزميله هورست هروبيش من أجل حسم الفوز عبر الركلة الأخيرة واستكمال العودة الألمانية المذهلة. وقال المدرب يوب ديرفال بعد ذلك "لقد أظهر اللاعبون قوة شخصية لا مثيل لها"، في إشارة إلى قدرة المانشافت على قلب النتيجة لصالحه بعدما كان متراجعاً 3-1 على بُعد 12 دقيقة فقط من عمر الوقت الإضافي. ولكن بينما طالب ديرفال بإعطاء فريقه "ما يستحقه من ثناء وإشادة"، انصب مُعظم التركيز بعد المباراة - وفي السنوات التي تلت - على اللحظة الأكثر شهرة في تلك الموقعة الكروية التاريخية، حيث كانت الأضواء مسلطة على شوماخر وباتريك باتيستون، إذ لا شك أن كليهما مازالا يتذكران إلى اليوم ذلك الاصطدام الذي مُني على إثره اللاعب الفرنسي بإصابة خطيرة، وهي اللقطة التي حكمت على الحارس الألماني بتقمص دور "الشرير" إلى الأبد. فبعد دقائق معدودة من دخوله بديلاً، تعرض باتيستون لكسر في اثنين من أسنانه كما أصيب بتصدع في ثلاثة أضلاع وفي إحدى فقرات عموده الفقري عندما اصطدم به الحارس الألماني الذي ارتمى عليه في محاولة لإغلاق الزاوية وإنقاذ مرماه من هجمة خطيرة. فعلى ما يبدو، تجاهل حامي عرين المانشافت الكرة تماماً في تلك اللقطة، التي نجا فيها من تلقي إنذار أو الطرد. لكن شوماخر تعرض لمزيد من الانتقادات بعدما ظهر وكأنه غير مبال بحالة باتيستون المطروح على الأرض، بل وظل يطالب بالإسراع في استئناف اللعب بينما كان المهاجم الفرنسي يتلقى العلاج. لكن، كما أوضح في وقت لاحق في سيرته الذاتية، كان تراجعه إلى منطقته ينم في الواقع عن مدى توتره وقلقه على حالة باتيستون، معترفاً أن ما قم به "كان ضرباً من الجُبن. ربما كانت تلك أول لحظة في حياتي أظهر فيها مثل جبان حقيقي". من جانبه، لا يحمل نجم سانت إيتيان وبوردو السابق أية ضغينة، حيث قال في هذا الصدد: "لقد سامحته على ذلك. فمع مرور الوقت أدركت أن الناس ظلوا يؤاخذونه على ذلك إلى الأبد". وعلاوة على ذلك، يعتقد الكثيرون في فرنسا أن ذلك الحادث كان حاسماً في توحيد صفوف الفريق والبلد بأكمله - قبل بطولة كأس الأمم الأوروبية التي كان لقبها من نصيب الديوك بعد عامين. وقال جيرار أولييه في هذا الصدد: "لقد بدأ الناس يحبون كرة القدم في فرنسا منذ ذلك الوقت [نصف نهائي 1982]، حيث اعتقد الجميع أنهم كانوا ضحية لشيء ما وفي فرنسا نحن نحب الضحايا. توحدت صفوفنا وبعد عامين أصبحنا أبطال أوروبا." أما شوماخر، فقد كان مصيره الإحباط في نهائي 1982، مكتفياً مرة أخرى بميدالية الوصيف بعد أربع سنوات في المكسيك. ومع ذلك، لا أحد باستطاعته أن ينكر أن الحارس الألماني غادر كأس العالم FIFAبعدما ترك أثراً لا يُمحى. هل تعلم؟ الكرة الأصلية لتك المباراة الكلاسيكية في نصف نهائي كأس العالم توجد من بين المعروضات الفريدة في متحف FIFA العالمي لكرة القدم في زيوريخ.