كل هذا الضفدع! يا لَه من عنوان تعافه النفس تماماً مثل الأعمال المؤجلة! وهذا ما قصده براين تريسي باختياره هذا العنوان لكتابه الذي يتحدث عن مشكلة التسويف وكيف يتخلص منها، والتسويف هو أن تقول سوف أفعل وتؤجل ما عليك إلى وقت لاحق، وبما أنّ السنة الهجريّة بدأت منذ أربعة أشهر وها هي السنة الميلاديّة أيضاً، فقد قررت قبل أن يفوت عام آخر أن أدرس الكتاب الذين سوّفت قراءته وأشاركه مع قرائي. يقول متخصص الموارد البشريّة، Brian Tracy في كتابه: إنّ تنظيم الوقت لا يعني أنّك ستجد وقتاً لتقوم بكل ما تتمنى، إنّما يعني أنّك سوف تحدد ما ينعكس على حياتك بالنجاح الملحوظ، وتركز عليه وتتخلص من الباقي، إمّا بتخويله لشخوص آخرين أو بإلغائه تماماً، تخلص من الأقل تأثيراً حتى تتفرغ لما له تأثير. اكتب أهدافك من الأخطاء التي نقع فيها هو أنّنا نعتقد أنّ المشكلة فقط في عدم تنظيم الوقت، وأنّنا لو جاهدنا أنفسنا أكثر سيتوافر لدينا وقت لقراءة أعداد المجلة المخزنة منذ عام، وسنقرأ الكتب التي اشتريناها منذ عامين من معرض الكتاب، وسنتعلم تلك المهارات الجديدة كالتزحلق على الثلج والسباحة، وسوف ينقص وزننا؛ لأنّنا سنتبع ذلك النظام الغذائيّ الشديد، وسنحفظ القرآن ونصلي القيام ونقضي وقتاً أطول مع العائلة، كل هذا وطموحاتنا العمليّة تتحقق جنباً إلى جنب. عظيمة تلك الأماني، لكن لو سُئلت عن أهم ثلاثة أشياء تتمنى أن تتحقق فمهما طال وقت تفكيرك أو قصر، فآمالنا في العادة لا تخرج عن ثلاثة محاور: الأسرة، والصحة، والعمل. تحت كل محور حدد أهم ثلاثة أشياء تريد تحقيقها فيه ودوّنها، ألغِ ما دونها أو وكله لغيرك إن أمكن، فهذه الأهداف هي التي ستحقق لك أكبر قدر من النجاح والسعادة والعائد المادي والمعنوي، أمّا ما دونها فإن توافر خير وإن لم يحدث فلن يعوق نجاحك. إن كنت تستحيي من كتابة أهدافك حتى لا يراها أحد، أو كنت تهابها؛ لأنّ رؤيتها أمامك يشعرك بجديتها، أو أنّك متعلق بها جميعاً ولا تريد أن تختار بينها، أيّاً كانت الأسباب، فكتابة أهدافك بحسب الدراسات تزيد من فرص تحقيقها على ألا تتحدث عنها للجميع، فرؤيتها مكتوبة يجعلها محددة، أمّا الحديث عنها والاسترسال في تفاصيل لم تحِن فسيجعلك تصل إلى شعور خادع بأنّك قد حققتها فتخمد همتك، اعلم أنّ عدم اختيارك لأي منها هو اختيار لعدم تحقيق أي منها. التعلم المستمر إذا رأيت أحداً يملك مهارة تريد اكتسابها أو وصل إلى نتيجة تسعى إلى تحقيق مثلها، فعليك بسؤاله، الإنسان الناجح لم يولد ناجحاً، إنّما أسلوب تفكيره وما يقوم به من أفعال هي التي تؤدي لذلك، وبالتالي إن اتبعت خطوات النجاح واستخدمت وقتك جيّداً فستحقق نجاحك الذي تطمح إليه، فلا تستحي ولا تستكبر أن تقرأ وتسأل وتتعلم وتطور نفسك، فكما يقال إنّما يضيع العلم ما بين الكبر والحياء، فتعلَّم وطبّق وأحسِن التطبيق، فمن يبدو أفضل منك ليس في الحقيقة أفضل منك، لكنّه يستخدم وقته بشكل أفضل منك. بكل بساطة قبل أن تبدأ بالعمل على أهم شيء عندك، على الهم الذي يطبق على قلبك، على أكل أسمن وأسوأ ضفدع عندك، رتب مكان عملك، بحيث لا يوجد عليه إلا ما على رأس القائمة. جهّز أوراقك، أدواتك التي ستحتاجها، سواء كانت أدوات مكتبيّة أو غير ذلك، فقضاء ربع ساعة أو أقل في تحضيرها سيخفف عنك العبء، وسيختصر عليك الوقت. قبل أن تبدأ، حدّد خطوات العمل المطلوب واكتبها، فهذا سيساعد على الاسترسال وتحدي الميل إلى التشتيت. حدد الوقت المطلوب للتنفيذ، كن صريحاً مع نفسك وصارحها بقدراتك، فإن كنت لا تستطيع التركيز لفترة طويلة، فاجعل في جدولك وقتاً للراحة على أن تكون دقائق معدودة، واحذر أن تمارس في وقت الراحة ما أنت ضعيف من ناحيته، فإن كنت لا تقاوم التلفاز أو النوم أو المنتديات الاجتماعيّة فلا تقترب منها حتى تنتهي من عملك تماماً. إن كنت من الذين ما إن يبدأوا في العمل يأتيهم جميع الأفكار العبقريّة ويحلو في عينيهم صلة الرحم، والسؤال عن المريض وتشغيل الغسالة والبحث عن أفضل قلم على الإنترنت ليحفزه على العمل حين يأتي، فالحل هو أن تضع ورقة بجانبك وما إن تمر فكرة برأسك اكتبها حتى تهتم بها حين تنتهي من قائمة أعمالك لهذا اليوم. ابدأ بضفدعك السمين الكريه الذي إن انتهيت منه كان له أكبر الأثر على نجاحك، خطوة خطوة وحصوة حصوة ستبني جبل النجاح، فإنّما الجبال من الحصى. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.