أعلن مشاركون في «مؤتمر قمة السكك الحديد والمترو في الشرق الأوسط - 2013»، الذي عقد في أبوظبي أمس، أن قيمة مشاريع السكك الحديد قيد الإنشاء أو المزمع تنفيذها في دول مجلس التعاون الخليجي تبلغ 194 بليون دولار، وأن دول المجلس بدأت طفرة بناء السكك الحديد، التي ستغيّر جذرياً نوع الحياة والعمل في المنطقة خلال العقد المقبل. وأكدوا في المؤتمر الذي تنظمه مجلة «ميد»، أن «حوالى 30 بليون دولار من عقود مشاريع السكك الحديد الرئيسة في المنطقة مُنحت هذه السنة، من أصل حوالى 108 بلايين دولار قيمة العقود الإجمالية في كل القطاعات، ما يجعل قطاع السكك الحديد الأكبر على صعيد المشاريع الرئيسة في السوق هذه السنة». وأشار مدير تحرير مجلة «ميد» ريتشارد طومسون إلى أن «هذه السنة شهدت تحولاً في سوق السكك الحديد الإقليمية، فخلال الشهور الـ10 الماضية، شهدنا تحول خطط بناء أنظمة المترو وبدء تشغيل الخطوط الرئيسة لشبكات السكك الحديد إلى حقيقة من خلال منح مشاريع بأكثر من 30 بليون دولار هذه السنة». وأكد أن «أبرز الاستثمارات هذه السنة بلغت قيمته 22 بليون دولار لعقود البناء والتي منحت في حزيران (يونيو) الماضي لتشييد مترو الرياض في السعودية»، مضيفاً أن «نجاح هذا المشروع قد يشكل حافزاً لتنفيذ مزيد من مخططات المترو في المملكة». وسيُناقش خلال المؤتمر مشروع «مترو الرياض» ومشاريع أخرى مثل «الاتحاد ريل» و «مترو الدوحة» والخطط لشبكة السكك الحديد التي تربط دول مجلس التعاون الخليجي. ولفت طومسون إلى أن «هذه السنة شهدت إطلاق مشاريع جديدة كثيرة، أو إعادة إطلاق مشاريع كانت مجمدة، إلى جانب خطط لشبكات سكك حديد رئيسة أعلن عنها في عُمان وقطر»، مؤكداً أن «شركة الاتحاد للقطارات في الإمارات تتصدر العمل في ما يتعلق بمشاريع السكك الحديد مع قرب إنجاز المرحلة الأولى من شبكتها، فيما سيتقرر منح مشاريع المرحلة الثانية قبل نهاية السنة». وتوقع أن تشهد السنة المقبلة دفعة هائلة في سوق السكك الحديد في المنطقة، إذ تستعد عُمان لإنشاء شبكتها الوطنية الخاصة، كما تتوقع السعودية طفرة في منح عقود المترو، إذ يعمل كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض على تطوير شبكات السكك الحديد الخفيفة ومترو الأنفاق خلال السنوات المقبلة. وأعلنت «شركة مترو جدة» في مؤتمر القمة منح مشروع المترو في النصف الأول من عام 2015 على الأرجح. وأعلن ممثل البنك الدولي الدائم لدى الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي رامز العسار، أن إنشاء شبكة سكك حديد تربط بين دول مجلس التعاون الخليجي الست سيبدأ في أواخر العام المقبل، في حين يجرى حاليا تشكيل هيئة للإشراف على المشروع الذي يربط بين سلطنة عمان في الجنوب والكويت في الشمال ويقطع كلاً من الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والسعودية. ومنعت مشاكل فنية وبيروقراطية تقدم العمل في المشروع لكن تنفيذ الخط سيكون له تأثير كبير في اقتصاد الخليج حيث سينشّط التجارة ويخفض استهلاك الوقود للرحلات البرية.