عبدالله العطيش ما زال الخير فينا نستمده من أصحابه، نتعلم منهم ونطبقه بحياتنا، فلا جدال بأن المبادئ والأخلاق بسنتها تبني الشعوب، فالقيم معراج الروح لبناء الشخصية السوية، ورغم ما نراه في زمننا هذا من تلاشي بعض القيم واندثارها، وشعور الفرد بأن الدنيا قد ضاع بين صفحات مآسيها ما تربينا عليه من قيم، حدث موقف أحيا وأيقظ ما قد غاب طويلاً عن مجتمعنا الخليجي، ذلك الموقف الذي جعلني أبادر بكتابتي لعلي أوصل للجميع أن الخير ما زال فينا. حكى لي أخي الفاضل من دولة الكويت قائلاً: بينما نحن جالسون خرج “فرحان الدويش” ليقول لأبيه “مرضي صلال الدويش” وهو جالس في المجلس الكبير، هل غيرت فكرة خلع الباب يا والدي؟ أريد عمل باب، فجاء رد لم يتوقعه أحد، فقد قال “مرضي الدويش”: لا أريد أن يأتي الضيف ويستحي من طرق الباب ويعود حياءً ولا يطرق الباب، أو يأتي فقير أو سائل ويرى الباب مغلقاً فيذهب دون أن يقضي حاجته. فتعجب الجالسون، وتذكرت حينها قول المولى عز وجل “ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا”. إن الله سبحانه فرض في أموال الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقير إلا بما متع به غني، فإسعاد الفقراء والمساكين والمحتاجين أو مسح دموع الأيتام الذين غاب عنهم من يعيلهم جزاؤه كبير، فكن أنت المبادر بنفسك أولاً، هذا ما أوصانا به ديننا وجاءت به الرسالة المحمدية، فالخير في أمة محمد إلى يوم القيامة، ففعل الخير الذي نقوم به يجب أن يكون ابتغاء مرضاة الله تعالى، وليس لنتلقى كلمات الشكر والمديح من الناس. إنني أحاول أن أوقظ المسلمين خوفًا من معرة الإثم بما يلحقهم من التقصير في حق هؤلاء الضعفاء، فعليك أن تتحسس أحوال الفقراء والمحتاجين وتتعرف عليهم، فقد تجد بعض إخوانك لا يجدون طعاماً، ولا تنساق وراء موجة فقراء الخارج؛ فالمسلمون بنو وطنك هم الأولى، ولنتذكر قوله تعالى “لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون”. وختاماً أقول للأغنياء إن المال الذي بأيديكم هو مال الله، وهبه الله سبحانه إليكم من فضله وكرمه، وجعله أمانة في أيديكم، وهو قادر إن شاء أن ينزعه، فلا تبخلوا على أنفسكم وأهليكم وإخوانكم الفقراء والمحتاجين، ولعلني أدعو إلى مساعدة أفراد المجتمع بعضهم بعضًا، وأن يسعى الفرد لقضاء حاجة إخوانه، وحب تحسين مستوى معيشة الغير، وخاصة الفقراء منهم، حتى ولو لم تكن تربطه بك صلة ما. فإننا ومن خلال مساعدتنا للفقراء نخلق تفاعلاً بشريًّا بين أفراد المجتمع، والأهم من ذلك هو تطبيق مبادئ شريعتنا الإسلامية. حفظ الله الخليج وأهله..