رحب السفير الفلسطيني لدى المملكة الأستاذ باسم عبدالله الأغا بوضع القمة العربية المقرر عقدها في الكويت بعد غد رفض يهودية دولة إسرائيل على رأس أجندتها، واعتبر ذلك خطوة هامة للتعبير عن موقف عربي موحد إزاء المحاولات الإسرائيلية الجديدة لتجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية وثوابته الوطنية، وقال لـ المدينة»: إن الشعب الفلسطيني نبت في تربة هذه الأرض المباركة منذ آلاف السنين، وسيبقى جديرًا بما اصطفاه به رب العالمين ليظل على تلك الأرض التي رواها بدماء شهدائه على مر السنين، واستطرد قائلاً: إن ثقتنا بأمتنا وقادتنا العرب كبيرة، وإننا نعلق آمالاً كبيرة على هذه القمة التي تأتي في وقت وظروف دقيقة تتطلب التكاتف والتآزر لمواجهة التحديات المتزايدة التي تواجهها أمتنا العربية، وأشاد سعادته بدولة الكويت وأميرها وشعبها، «فهذا البلد الشقيق العزيز علينا جميعًا هو أول من احتضن الثورة الفلسطينية، ومن على أرضه انطلقت حركة فتح، وهذا بشهادة الراحلين أبوعمار وأبوإياد وأبوجهاد، وبشهادة سليم الزعنون (أبو الأديب) وأبو السعيد». واستطرد: إن إعطاء القضية الفلسطينية الأولوية بالنسبة للدول العربية الشقيقة، لا يتضح فقط في القمم العربية، وإنما أيضًا في كافة المحافل الدولية، ولا ننسى أن اعتراف الدول العربية بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني أدى إلى الاعتراف الأممي بالمنظمة، وأتاح للرئيس الراحل أبوعمار التحدث إلى العالم عام 1974 من منبر الأمم المتحدة، وأعرب الأغا عن أمله الكبير في أن تتوصل قمة الكويت إلى موقف عربي موحد تجاه كافة قضايا الأمة، وتحديدًا القضية الفلسطينية وعلى الأخص بالنسبة لرفض يهودية الدولة، وقال: «إن من شأن هكذا موقف عربي موحد أن يبعث برسالة جادة لإسرائيل بأن الأمة العربية ترفض العربدة الإسرائيلية والتعديات والتجاوزات التي تمارسها جهارًا نهارًا ضد الفلسطينيين استيطانًا وتهويدًا وقتلاً وإبعادًا واعتقالاًَ وحصارًا، مضيفًا: «هاهي إسرائيل في ظل التراخي الدولي تمارس الاعتقال والاغتيال في يوم واحد في جنين وفي غزة، وتحاصر عرب 48 وتدشن بناءً استيطانيًا جديدًا في القدس الشرقية، وبالرغم من ذلك ذهب الرئيس محمود عباس إلى واشنطن ليؤكد على الثوابت الفلسطينية التي تعرف واشنطن جيدًا أنها على حق، لكن لا تمتلك -مع الأسف- القدرة للضغط على إسرائيل»، واستطرد قائلاً بهذه المناسبة: إن الشعب الفلسطيني وقيادته لا ولن ينسى مواقف المملكة وشعبها المساند للقضية الفلسطينية منذ عهد القائد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله-، ذلك الموقف الذي وصل إلى ذروته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- عبر مبادرة السلام التي طرحها عندما كان وليًا للعهد، وأقرتها قمة بيروت العربية في مارس 2002 لتصبح إحدى المرجعيات الأساس لحل القضية الفلسطينية، مضيفًا: «ولا ننسى موقفه على إثر انطلاقة انتفاضة الأقصى في عام 2000 بتبنيه إنشاء صندوق الأقصى بمليار دولار لدعم القدس ومشروعاتها ودعم صمود أهلها، ولا يمكن أن ننسى أيضًا عطاءه الخير لطلاب فلسطين في المعاهد العلمية والجامعات ودعمه للمراكز الصحية والثقافية والإسكان، وتبرعه السخي لبناء الكثير من المباني عوضًا عن تلك التي هدمت من قبل إسرائيل، سواء في الضفة الغربية أو القدس أو قطاع غزة»، وأضاف السفير الأغا: إن أهم ما يميز موقف المملكة إزاء قضية الشعب الفلسطيني ثبات هذا الموقف واستمراره، وهو ما أمكن لمسه مؤخرًا في حمل صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئييس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز للهم الفلسطيني خلال جولته الآسيوية عندما احتلت القضية الفلسطينية موضوعًا أساس في مباحثاته مع قادة ومسؤولي الدول الذين التقى بهم خلال تلك الجولة، وأضاف الأغا: نحن نتطلع إلى أن تكون قمة الكويت متميزة وبعيدة عن الخلافات، حيث إن الخطر يداهمنا جميعًا مثمنًا الدور والموقف الكويتي الداعم للقضية الفلسطينية بشكل دائم، واختتم الأغا حديثه لـ»المدينة» بقوله: «الشعب الفلسطيني سيظل متمسكًا بآماله، وشعب بلا آمال لا يستحق أن يعيش».