تطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى جولة رئيس وزراء اليابان في بلدان جنوب-شرق آسيا؛ مشيرة إلى سعيه بواسطتها لتقويض نفوذ بكين بواسطة القروض والمساعدات العسكرية. جاء في مقال الصحيفة: يختتم رئيس وزراء اليابان شينزو آبي اليوم (17/01/2017) زيارته إلى فيتنام، حيث يتوقع أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق بشأن توسيع المساعدات الاقتصادية، التي تقدمها اليابان إلى فيتنام، وكذلك تسليمها زوارق حراسة، (استلمت فيتنام ستة زوارق حراسة). وهانوي هي آخر محطة في جولة آبي في منطقة بلدان آسيا والمحيط الهادئ، والتي كان الهدف الرئيس منها تعزيز دور اليابان في مجالات التجارة والاقتصاد والدفاع، ومنع بسط الصين نفوذها وسيطرتها على بحر الصين الجنوبي. وقد استقبلت هانوي والفلبين وإندونيسيا الضيف المحمل بالأموال بحفاوة. بيد أن قادة هذه الدول يناورون، ولا يريدون تأزيم العلاقة مع بكين. اليابان إحدى الدول الرئيسة المستثمرة في فيتنام وشريكتها التجارية. ومصالحهما متطابقة نوعا ما. لأنهما طرف في النزاع البحري مع الصين. ففيتنام تفند 95 في المئة من مطالب الصين بشأن جزر بحر الصين الجنوبي، وترى أن استيلاءها على عدد من هذه الجزر (سبراتلي) غير شرعي. أما اليابان، فنزاعها مع الصين هو على السيادة على جزيرة سينكاكو (دياويو) الواقعة في بحر الصين الشرقي. يقول كبير الباحثين في معهد الشرق الأقصى غريغوري لوكشين في حديثه إلى "إيزفيستيا" إن "اليابان بدأت تلعب دورا نشطا في تسوية مشكلة الأمن في بحر الصين الجنوبي. وهي منذ زمن، وبدعم من الولايات المتحدة، تعمل على تعزيز علاقاتها مع اللاعبين الإقليميين ومن بينهم فيتنام، حيث تتطور العلاقات بين البلدين باستمرار. وتعدُّ اليابان المانح الرئيس لفيتنام في مجال المساعدات، وخاصة في تطوير البنية التحتية وتحديث الموانئ البحرية". Reuters Nguyen Huy Kham الرئيس الفيتنامي يستقبل شنزو آبي هذا، وتفيد الوثائق التاريخية بأن اليابان احتلت فيتنام إبان الحرب العالمية الثانية. بيد أن هذا أصبح اليوم في طي النسيان. وذلك، لأن خبرة اليابان في الإدارة الاقتصادية وابتكاراتها التكنولوجية جعلتها موضع اهتمام الجانب الفيتنامي. ويعتقد لوكشين أنه "سيتم في ختام زيارة آبي التوصل إلى اتفاقات بشأن مشروعات جديدة. ومن الواضح أن اليابان سوف تقدم زوارق حراسة إضافية وغيرها من الوسائل الدفاعية إلى فيتنام". من جانب آخر، يقول البروفيسور الفخري في أكاديمية القوات المسلحة الأسترالية كارلايل تاير إن مهمة فيتنام في نهاية المطاف هي تجنب الوقوف إلى جانب واشنطن أو بكين، والبقاء في موقف محايد في الصراع الأمريكيالصيني وحماية استقلالها. وفيتنام حاليا تعمل حاليا على إنشاء شبكة شراكات استراتيجية في المنطقة. وبالطبع، تبقى روسيا شريك فيتنام الأمين، الذي اختُبر خلال سنوات طويلة. ولكن، كما تكتب صحيفة وول ستريت جورنال، في ظروف انهيار فكرة أوباما حول الشراكة عبر المحيط الهادئ، وانعدام الوضوح في اتجاه السياسة الأمريكية في المنطقة، تضطر البلدان الآسيوية إلى المراوغة. لذلك ليس مستغربا تعزيز فيتنام علاقاتها مع فرنسا والهند. وتشير تصريحات المسؤولين الفيتناميين إلى أنهم يريدون تحويل بلدهم إلى مركز للاتفاقات التجارية والأمنية، وفي الوقت نفسه يسعون لتخفيف حدة التوتر مع الصين. وتشير وكالة "كيودو" إلى أن زيارة آبي لإندونيسيا تخللتها أيضا مناقشة المسائل المتعلقة بأمن الملاحة البحرية وتوسيع الصين لوجودها العسكري في المناطق المتنازع عليها. وقد أكد آبي خلال اجتماعه بالرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أن اليابان ستعمل على تعزيز التعاون بين البلدين وتطوير بعض الجزر الإندونيسية الواقعة في بحر الصين الجنوبي؛ مشدد على أن "التعاون في البحر - من أولوياتنا الرئيسة". كما أعلن آبي أن اليابان ستقدم إلى إندونيسيا قروضا بالعملة اليابانية لمشروعات الري وحماية الشريط الساحلي من الكوارث. ويذكر أنه لا يوجد أي نزاع بين الصين وإندونيسيا بسبب الجزر. غير أنه يلاحظ بينهما بعض التوتر في منطقة جزر ناتونا، بشأن خصوصيتها الاقتصادية، حيث يحاول حرس الحدود في إندونيسيا منع صيادي الأسماك الصينيين من العمل فيها.