لا يختلف اثنان على أن المخدرات أشد آفة تفتك بالشباب وتنهكه وتقضي عليه وتهلكه وتدمر المجتمعات فهو أساس البلاء من جرائم لا أخلاقية وهتك للأعراض. ومن يسبر الشريعة الإسلامية السمحاء ببداهة فهم واتزان نظر يجد أنها دعت إلى المحافظة على العقل، وصيانته، وحفظه ووقايته، وتشريفه وتكريمه، وحذرت من كل ما يضر بالعقل، أو يحجبه، أو يخرجه عن مساره أو يسكره من أنواع المخدرات، والمسكرات؛ لأنها تدخل على العقل فتفسده، وعلى الفكر فتعطله وعلى الجسد فتمرضه وتقعده فيحدث الانحراف عن الفطرة السليمة. وهذا الشر المستطير يتطلب من الجميع أن يبذلوا قصارى جهدهم لتوعية المجتمع بخطورته والتطبيق العملي لمحاربته والتعاضد مع الجهات الأمنية التي قدمت شهداء من خيرة رجالها لحماية المجتمع من هذه الآفة وأن تشن حرب ضروس لا هوادة فيها على المروجين لها وباعتها ومسوقيها خوفا أن ينزلق الشباب وغيرهم في هاوية المخدرات فيمتد لأمن المجتمع، واقتصاده، وصحته. فعلى العلماء وخطباء المساجد أن يبذلوا جهدا في محاربة هذه الآفة الخطيرة، وعلى كل إعلامي وصاحب قلم ورأي أن يشمر عن ساعديه، وعلى القنوات والمنابر الإعلامية أن تكثف من الإعلانات التوعوية والبرامج الوثائقية والحوارات التي من شأنها أن تساهم في محاصرة هؤلاء المفسدين حتى يقفوا عند حدهم، ومراقبة مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت تروج لـ«المحشش» بلباس النكته والفكاهة فتخرجه تارة بشخصية ظريفة وتارة أخرى بشخصية مغلوب على أمرها ودمها خفيف. ونحن إذ نثمن الجهود التي بذلت من قبل رجال الأمن في احباط محاولات التهريب للمخدرات والقبض على المتهمين في ذلك ندعو في الوقت نفسه السلطات أن تنزل العقوبة الرادعة لهم، ولأمثالهم من المجرمين؛ لأن من الفطرة تحقيق المصالح وتكثيرها، وقطع دابر الفساد وأهله.