أعلنت ممثلة الاتحاد الأوروبي العليا للأمن والسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني اليوم الاثنين في بروكسل أن الاتحاد الأوروبي سيلتزم بالاتفاق النووي الإيراني، واصفة إياه بـ"البالغ الأهمية"، خصوصا لأمن القارة، وهو الموقف ذاته الذي عبرت عنه بريطانيا. وقالت موغيريني لدى وصولها إلى اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الـ28 إن "الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل من أجل احترام وتطبيق هذا الاتفاق البالغ الأهمية، خصوصا بالنسبة لأمننا". وأوضحت موغيريني أن الاتفاق الذي أدى إلى رفع جزء من العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران "أظهر فاعليته"، وهو "يثبت أن الدبلوماسية تأتي بنتيجة". وأثنت موغيريني على انتعاش كبير للتجارة والعلاقات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي وإيران، وفق وصفها. من جهته، أعلن وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون اليومالاثنين أن بلاده عازمة على مواصلة العمل بالاتفاق النووي الإيراني، مؤكدا أنه "ذو فائدة كبرى" كونه يمنع طهران من امتلاك السلاح النووي. ورأى جونسون في بروكسل لدى وصوله إلى اجتماع لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أن هذا الاتفاق "صعب ومثير للجدل"، لكن "نريد مواصلة تطبيقه"، معتبرا أنه يمنع الإيرانيين من امتلاك التكنولوجيا النووية. ويواجه الاتفاق الموقع بين طهران والدول الكبرى الست (الولايات المتحدة والصين وروسيا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا) عام 2015 انتقادات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. وقال ترمب في مقابلتين نشرتهما صحيفتا بيلد الألمانية وتايمز البريطانية اليوم الاثنين أن الاتفاق النووي "من أسوأ الاتفاقات التي أبرمت حتى الآن" و"من أكثرها حماقة"، رافضا أن يؤكد ما إذا كان يعتزم إلغاءه. وعين ترمب في مناصب أساسية من إدارته شخصيات معادية علنا لإيرانمثل وزير الخارجية المعين ريكس تيلرسون الذي يدعو إلى "مراجعة تامة" للاتفاق. تحذير وكانت موغيريني قد حذرت من أن الولايات المتحدة قد ينتهي بها الحال إلى العزلةبشأن قضايا مثل إيران إذا حاولت رسم سياستها الخارجية وحدها. وتوصلت القوى الست الكبرى إلى اتفاق مع إيران لمنعها من امتلاك أسلحة نووية، وقد دخل الاتفاق حيز التنفيذ في 16 يناير/كانون الثاني 2016. وكرد فعل قال عباس عراقجي نائب وزير الخارجية الإيراني إن بلاده لن تتفاوض من جديد بشأن الاتفاق النووي مع القوى العالمية حتى إذا واجهت عقوبات أميركية جديدة بعد تولي ترمب الرئاسة. وأضاف عراقجي في تصريحات صحفية أمس الأحد أن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة انتهت ولم يعد لدينا ما نناقشه. وهددت طهران بأنها يمكن أن تعزز برنامجها لتخصيب اليورانيوم في غضون 18 شهرا انتقاما من تصرفات الولايات المتحدة المعادية، وهي خطوة من شأنها أن تسمح لإيران بجمع المواد التي يمكن استخدامها لصنع الأسلحة النووية. ويعقد وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي اليوم الاثنين في بروكسل اجتماعهم الأول تحت الرئاسة الدورية المالطية لمجلس الاتحاد، لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط، وانطلاق العملية السياسية في سوريا. وبحسب جدول أعمال الاجتماع، يناقش المجتمعون مع وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو النتائج الرئيسية لمؤتمر السلام الدوليبشأن الشرق الأوسط الذي عقد أمس الأحد في باريس بمشاركة أكثر من سبعين دولة.