×
محافظة المنطقة الشرقية

ولي عهد الفجيرة يقدم التعازي في شهداء الواجب

صورة الخبر

آتية من التاريخ عبر قرون طويلة شهد العالم خلالها تحولات كثيرة، ما زالت جامعة إيمانويل كانت في كاليننغراد تقف اسمًا يروي حكاية أول مؤسسة تعليمية بهذا المستوى تأسست على أراضٍ روسية، وإن كان التأسيس بحد ذاته حدثًا جرى ضمن جغرافيا سياسية كانت في قرون غابرة تابعة لبروسيا الشرقية (ألمانيا الحالية). عند تأسيسها لم يكن هناك إقليم اسمه كاليننغراد على الخارطة السياسية، بل كان هناك إقليم وقفت فيه مدينة تحمل اسم كيونيغسبيرغ، وفي تلك المدينة قام الدوق ألبرت (ألبرشت)، أول دوقات دوقية بروسيا، بتأسيس تلك الجامعة عام 1544، وفي ذلك الحين أطلق عليها اسم «جامعة ألبرت» أو «جامعة كيونيغسبيرغ - ألبرتينا» نسبة لمؤسسها. وكانت ثاني جامعة يتم تأسيسها في بروسيا. أكاديميًا جرى تنظيم الدراسة في «ألبرتينا» على غرار الجامعات الألمانية الأخرى، وكانت فيها 4 كليات، 3 منها «عليا» وتضم كلية اللاهوت، والثانية كلية القانون، والثالثة الطب، وكانت هناك كلية رابعة «أدنى» هي كلية علوم الفلسفة، وفي هذه الكلية تحديدًا كانت تدرس العلوم الطبيعية والرياضيات. وتشير المراجع التاريخية إلى أن مؤسس «ألبرتينا» حرص على أن يكون توجهها العام قائمًا على نشر الثقافة الألمانية واللوثرية، على أراضي المستعمرات البلطيقية. لذلك كانت الجامعة ترحب بانضمام أساتذة من بولندا وليتوانيا إلى طاقمها التعليمي (البروفسورات)، وذلك كي يتم عبرهم وعبر الخريجين من بولندا وليتوانيا، الذين قد يشغل كثيرون منهم مناصب قيادة سياسية ودينية، نشر اللوثرية، وإدخال التعاليم الدينية الحديثة إلى المجتمعات في دول جوار بروسيا. واصلت تلك الجامعة عملها على مدار قرون، تعرضت خلالها لعوامل «تخريب»، بعضها من فعل الطبيعة والبعض الآخر من فعل الإنسان. ففي عام 1829، أغرقت مياه الفيضانات أقبية وأسس مبنى الجامعة على جزيرة كنايبخف المعروفة حاليًا باسم جزيرة كانت، واتُخذ حينها قرار بإعادة بناء الجامعة من جديد. ومنذ افتتاح المبنى الجديد عام 1862، أصبحت الجامعة أحد أهم المعالم الحضارية والسياحية في آن واحد في كيونيغسبيرغ (كاليننغراد لاحقًا)، وكانت واحدة من أهم الجامعات الأوروبية. إلا أن تلك لم تكن نهاية المآسي التي أصابت الجامعة، التي اضطرت بعد أقل من 100 عام على تشييدها مجددًا، وبعد أسبوعين فقط على احتفالها بعيد ميلادها الـ400، إلى التوقف عن العمل بعد قصف بريطاني للمدينة نهاية أغسطس (آب) عام 1944. مع ذلك فإن صفحات جامعة ألبرتينا في التاريخ لم تنتهِ، وما زالت تتألق حتى يومنا هذا، عبر العلوم التي تركها للأجيال طلاب درسوا في تلك الجامعة ودخلوا التاريخ بإنجازاتهم العملية، وفي مقدمتهم الفيلسوف الشهير إيمانويل كانت، أحد أهم الفلاسفة الذين كتبوا في نظرية المعرفة الكلاسيكية. ومن بين الأسماء الكثيرة للشخصيات الهامة التي تخرجت من «ألبرتينا» العالم الألماني غوستاف روبرت كيرشهوف، واضع «قوانين كيرشهوف في المطيافية»، الذي أسهمت أبحاثه في تطوير ميكانيكا الكم. ومنذ أن أصبحت كاليننغراد خاضعة للسلطات السوفياتية، حملت أكثر من اسم، كان آخرها جامعة كاليننغراد الحكومية. وفي خريف عام 2010، أصدر دميتري مدفيديف، رئيس روسيا حينها، توجيهات بتأسيس مؤسسة تعليمية تحمل اسم «جامعة البلطيق الفيدرالية المسماة باسم إيمانويل كانت»، التي تعرف حاليًا باسم «جامعة كانت» في كاليننغراد، وتشكل استمرارًا تاريخيًا علميًا وعمرانيًا لجامعة ألبرتينا.