علمت «الحياة» أن لبنان يدرس إمكان فتح معبر القاع - حمص على الحدود اللبنانية - السورية في منطقة البقاع الشمالي الشرقي، المقفل منذ عام 2011 مع بداية الأزمة السورية. وقالت مصادر لبنانية مطلعة لـ«الحياة»، أن اتصالات بين البلدين أجريت في الآونة الأخيرة تناولت هذا الموضوع بناء لمداولات أجراها الجانب السوري مع الجانب اللبناني، تقرر إثرها عقد اجتماع خلال الأيام القليلة المقبلة بين مسؤولين على جانبي الحدود. وتوقعت المصادر أن يمثل الجانب اللبناني في هذا الاجتماع محافظ البقاع بشير خضر وضباط لبنانيون من الأمن العام والقوى الأمنية الأخرى، فيما لم يعرف مستوى الوفد الذي سيمثل الجانب السوري. وأوضح مصدر لبناني مسؤول لـ«الحياة»، أن هذه الخطوة ما زالت قيد الدرس من دون أن يفصح عن المزيد. إلا أن المصادر المطلعة أبلغت «الحياة» أن المعبر المقفل منذ زهاء 6 سنوات بقرار من الجانب السوري يتطلّب إجراءات أمنية وإدارية لإعادة فتحه، خصوصاً أن الجانب اللبناني رفع منذ حينه ساتراً ترابياً كبيراً عند نقطة وجود وحدات الجمارك اللبنانية والأمن العام البعيدة من الحدود قرابة 10 كيلومترات، ما جعل المنطقة التي تفصل هذه النقطة واسعة جداً وطويلة المسافة، بينما تقع نقطة الجمارك والأمن السوريين مباشرة على خط الحدود، إلا أنها كانت معظم الأحيان خالية من العناصر. وهو ما دفع الجانب اللبناني إلى رفع الساتر الترابي الكبير منذ سنوات. واستمرت عناصر الجمارك والأمن العام اللبنانية موجودة في هذه النقطة، لكن عملها كان يقتصر على مراقبة مرور الأشخاص اللبنانيين الذين يقطعون منها إلى أراض وبساتين ومزروعات لهم واقعة ضمن الأراضي اللبنانية في المسافة الممتدة 10 كيلومترات قبل الخط الحدودي بين البلدين، أو لمراقبة مرور نازحين سوريين أقاموا مخيمات لهم في المساحة الواسعة ضمن لبنان، كانوا يتنقلون من وإلى هذه المخيمات إما بدافع التبضع أو العمل... وأشارت المصادر المطلعة إلى أن الجانب اللبناني سيعمد في كل الأحوال إلى نقل نقطة وجود رجال الجمارك والأمن إلى مكان أقرب من الحدود، لأن بقاءها في هذه المسافة البعيدة منها يجعل من الصعب عليها أن تراقب الوضع في منطقة تمتد 10 كيلومترات، بعيداً من الحدود. ولم تفصح المصادر عن هدف طرح فكرة إعادة فتح هذا المعبر بين البلدين وما إذا كان متصلاً بإعادة نازحين سوريين لجأوا إلى لبنان إلى بعض المناطق السورية، وتحديداً محافظة حمص التي أصيبت آلاف المساكن فيها وفي المدينة بالدمار الكامل إلى حد أن بعض القرى سُوِّي أرضاً، في المعارك، أو لسبب آخر.